Skip to main content

أوضاع مأساوية وتطورات ميدانية خطيرة.. هل يتجه السودان إلى حرب شاملة؟

الخميس 14 سبتمبر 2023
تواترت مزيد من الأنباء المأساوية في السودان بشأن تطورات الاقتتال بين الجيش وقوات الدعم السريع - غيتي

أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس استقالته من منصبه بعد نحو ثلاثة أشهر من إعلان الخارجية السودانية أنّه شخص غير مرحّب به.

واستغلّ بيرتس جلسة مجلس الأمن لدقّ ناقوس الخطر، محذّرًا من أنّ الاقتتال في السودان يُمكن أن يتحوّل إلى حرب أهلية شاملة.

وتمثّلت التصريحات الأخطر لبيرتس في حديثه عن تقارير موثوقة بشأن وجود ما لا يقلّ عن 13 مقبرة جماعية في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور والمناطق المحيطة بها تضمّ ضحايا هجمات قوات الدعم السريع والفصائل المسلّحة العربية المتحالفة معها.

ميدانيًا، تواترت مزيد من الأنباء المأساوية بشأن تطورات الاقتتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث قُتل 40 شخصًا على الأقل في نيالا عاصمة ولاية جنوب درافور، إثر غارات جوية نفّذها الجيش استهدفت سوقين شعبيَين.

على صعيد متّصل، عبر سكان ونازحون في ولاية الجزيرة جنوبي الخرطوم عن ما وصفوه برعبهم من تقارير تُشير إلى تقدّم قوات الدعم السريع نحوهم، وما يرافقها من ممارسات ارتكبها أفراد منها في مناطق متفرقة من البلاد منها النهب والقتل.

وترافقت التطورات الميدانية الخطيرة وانسداد الأفق السياسي مع تعمّق المآسي الإنسانية في هذا البلد، حيث قالت مديرة شعبة العمليات والمناصرة لدى مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إديم وسورنو إنّ السودان وشعبه يواجهان أزمة ذات أبعاد ملحمية ومأساوية.

وأشارت إلى أنّ الأعمال العدائية ليست وحدها ما يقتل البشر، بل أيضًا الأمراض والأوبئة ونقص الغذاء تهدّد حياة السودانيين. كما حذّرت من أنّ 6 ملايين شخص باتوا على بُعد خطوة واحدة فقط من المجاعة.

"تموضع عسكري داخلي مساند لعمل سياسي مرتقب"

وفي هذا الإطار، أوضح عثمان ميرغني، رئيس تحرير صحيفة "التيار السوداني" أنّ ما يحصل في السودان يكاد أن يتحوّل إلى تجييش أهلي وقبلي في مناطق عدة، حتى العاصمة نفسها.

وقال ميرغني في حديث إلى "العربي" من القاهرة، إنّه خلال الفترة الحالية، هناك حذر داخلي من عدم الانجرار إلى التجييش القبلي أو أي مواجهة مع المجتمع الدولي.

وأضاف أنّ هناك تموضعًا عسكريًا داخليًا مساندًا لعمل سياسي مرتقب خلال الفترة المقبلة، لكنّه في الوقت نفسه أكد أنّ هناك مخاوف من أن تجرّ هذه الحرب إلى مخالفات دولية أو عقوبات دولية.

ورأى أن فرض المزيد من العقوبات، وتدخّل المحكمة الجنائية الدولية سيدفع إلى انحسار الحرب الأهلية وتغيّر المعادلات.

"طرفا الصراع يرتكبان الجرائم"

بدوره، أشار تيموثي كارني السفير الأميركي السابق في السودان، إلى أنّ التقارير الأميركية تُشير إلى أنّ طرفي الصراع يرتكبان الجرائم في السودان.

وقال كارني في حديث إلى "العربي" من ماساشوستس، إنّ قوات الدعم السريع باتت خارجة عن السيطرة في إقليم دارفور وتنتهك القوانين وحقوق المواطنين وتقوم بنشاطات إجرامية. في المقابل، يستخدم الجيش السوداني الأسلحة المدمّرة في حالات عديدة.

ورأى أنّ هذا هو ما دفع منظمة "إيغاد" والاتحاد الإفريقي إلى التحدّث عن استخدام القوة الإقليمية لحماية المدنيين.

"المقابر الجماعية مسؤولية مشتركة"

من جهتها، أكدت هاجر سيد أحمد عضو الشبكة السودانية لحقوق الإنسان، أنّ المقابر الجماعية ليست أمرًا جديدًا في السودان، ويتسبب بها طرفا الصراع.

وقالت سيد أحمد في حديث إلى "العربي" من بنسلفانيا: إنّ المسؤولية عن المقابر هي مشتركة، خاصة وأنّ طرفا الصراع يحرصان على استمرار الحرب وحسم خلافاتهما بطريقة لاإنسانية.

وأكدت أنّ عدد المقابر مجرد أرقام في ظل الحرب حيث يصعب إحصاء العدد الفعلي للمختفين والمغتصَبين والوفيات.


تناقش الحلقة المرفقة من "للخبر بقية" قضية انعدام الأفق السياسي للأزمة السودانية في ضوء استقالة المبعوث الأممي والتطورات الميدانية الخطيرة التي تشهدها البلاد، في ظل اشتداد المعارك، فضلاً عن التقارير بشأن اكتشاف مقابر جماعية والتردّي المستمرّ للأوضاع الإنسانية.
المصادر:
العربي
شارك القصة