أوكرانيا تدعو لدور صيني "مهم".. واشنطن وموسكو على "حافة القطيعة"

بعد أقل من أسبوع على وصف الرئيس الأميركي جو بايدن، لنظيره الروسي فلادمير بوتين بأنه "مجرم حرب" بعد شنه هجومًا واسع النطاق على أوكرانيا خلّف مئات القتلى، استدعت روسيا اليوم الإثنين السفير الأميركي لديها للاحتجاج على التصريحات.

واعتبرت وزارة الخارجية الروسية في بيان نُشر بعد استدعاء السفير الأميركي أن "هذا النوع من التصريحات الصادرة عن رئيس أميركي والتي لا تليق برجل دولة من الصفّ الأول، جعلت العلاقات الروسية-الأميركية على حافة القطيعة".

وجاء في البيان أن السفير الأميركي جون ساليفان سُلّم رسالة احتجاج رسمية بشأن "تصريحات غير مقبولة" أدلى بها بايدن مؤخرًا.

وأشارت الوزارة إلى أنها حذّرت السفير من أن "الإجراءات العدائية التي تُتخذ ضد روسيا ستلقى ردًا حازمًا".

وردت مباشرة موسكو في البداية على تصريحات بايدن، على لسان متحدث "الكرملين" دميتري بيسكوف، بقوله إن الرئيس الأميركي جو "بايدن زعيم دولة تقصف الناس في أنحاء العالم منذ سنوات عديدة، وألقت قنابل نووية على مدن يابانية، مثل هيروشيما وناغازاكي خلال الحرب العالمية الثانية".

وأضاف بيسكوف، في مؤتمر صحافي عقده بالعاصمة الروسية موسكو، أنه "لا يحق لبايدن اتهام الرئيس بوتين بارتكاب جرائم حرب"، وأن تصريحه "غير مسموح به، وغير مقبول، ولا يغتفر".

وجاءت تصريحات بايدن بعد يوم من تمرير مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قرار يسعى إلى دعم التحقيق في ارتكاب الرئيس الروسي "جرائم حرب" في العملية العسكرية بأوكرانيا.

وبحسب وسائل إعلام أميركية، فإن وصف بايدن لبوتين بأنه "مجرم حرب" يعد بمثابة تحول عن الموقف السابق للإدارة الأمريكية، حيث إن مسؤولين بينهم بايدن، لم يذهبوا سابقًا إلى القول بارتكاب "جرائم حرب" في أوكرانيا.

وتقدم واشنطن دعمًا عسكريًا لكييف لكنها ترفض التدخل بفرض منطقة حظر طيران في سماء أوكرانيا، خشية أن يتحول الصراع إلى مواجهة مباشرة بين حلف شمال الأطلسي "ناتو" وروسيا.

أوكرانيا تدعو الصين للعب دور

وفي سياق متصل، دعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، اليوم الإثنين الصين إلى "لعب دور مهمّ" لإيجاد حلّ للنزاع بين بلاده وروسيا.

وكتب الوزير في تغريدة "منذ عقود، ترتكز العلاقات الأوكرانية الصينية على الاحترام المتبادل والتفاهم. نتشارك موقف بكين حول ضرورة إيجاد حلّ سياسي للحرب على أوكرانيا، وندعو الصين كقوة دولية، إلى لعب دور مهمّ في هذه الجهود".

وسبق أن دعا المسؤول الأوكراني الذي يقود المفاوضات مع روسيا ميخايلو بودولياك الصين الأسبوع الماضي، إلى اتخاذ موقف و"إدانة الهمجية الروسية".

وتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة الماضية، لمدة ساعتين عبر الفيديو مع نظيره الصيني شي جينبينغ، عارضًا التداعيات التي ستترتب على الصين "في حال قدّمت دعمًا ماديًا إلى روسيا"، بحسب البيت الأبيض.

وبحسب ما أفاد التلفزيون الصيني، فإن شي أبقى الغموض سائدًا مشيرًا فقط إلى أن النزاعات العسكرية ليست "في مصلحة أحد".

ومنذ بدء الهجوم الروسي لأوكرانيا فجر 24 فبراير/ شباط 2021، امتنعت الصين التي تتشارك مع روسيا الخصومة نفسها حيال الولايات المتحدة، عن دعوة الرئيس فلاديمير بوتين إلى سحب قواته من أوكرانيا.

ونفت بكين، الثلاثاء الماضي، مزاعم مسؤولين أميركيين بأن روسيا سعت للحصول على مساعدة عسكرية في أوكرانيا، واتهمت واشنطن بنشر "معلومات مضللة خبيثة" من شأنها تصعيد الصراع.

وجاء ذلك عقب ذكر صحيفتا "فايننشال تايمز" و"واشنطن بوست" نقلًا عن مسؤولين أميركيين، أن روسيا طلبت من الصين عتادًا عسكريًا منذ بدئها هجومًا على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي.

ولليوم الـ26 على التوالي، تستمر العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حيث تستأنف اليوم الإثنين المفاوضات الساعية إلى وقف إطلاق النار بين موسكو وكييف، في ظل تصاعد المعارك بين الجيشين الروسي والأوكراني.

لكن الكرملين أعلن اليوم الإثنين، أن محادثات السلام بين موسكو وكييف، لم تسفر عن أي انفراجة كبيرة بعد، داعيًا في الوقت ذاته الدول التي يمكنها التأثير على أوكرانيا إلى استخدام نفوذها لكي تظهر كييف توجهًا أكثر إيجابية في المفاوضات.