هرب آلاف السكان حاملين الكثير من الحقائب من حي في بور أو برنس في هايتي سيرًا على الأقدام أو على دراجات نارية أو في سيّارات مكتظة، بعد تعرض المكان لهجوم شنّه أعضاء عصابة، وفق ما أفاد صحافي في وكالة "فرانس برس".
وقال إيلي ديريسكا المقيم في حي كارفور-فوي جنوبي العاصمة الهايتيّة للوكالة: "نعيش وضعًا في منتهى الصعوبة. لا أعرف حتى إلى أين أذهب. اضطررتُ إلى الفرار من منزلي".
ويتعرض هذا الحي، بحسب الشرطة والسكان، على غرار أحياء أخرى كثيرة في هايتي، لهجمات منتظمة تشنها عصابة يقودها رينيل ديستينا المعروف باسم "تي لابلي" والمطلوب لدى مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (إف بي آي).
وشرح ديريسكا أنهم "نهبوا المنازل وأحرقوها" و"تسببوا في سقوط عدد من القتلى"، مضيفًا أن "السلطات لم تفعل شيئا لإنقاذنا". وأشار إلى أنّ أفراد العصابة استولوا على بعض المنازل.
أجواء ذعر عامة
والإثنين، أكدت السلطات الهايتيّة من جهتها أنّ ثمة منازل قد أُحرقت، وقالت أيضًا إنّها تلقت تقارير عن وفيات، لم يتسن التحقق منها حتى الآن.
وفر ما لا يقل عن 3120 شخصًا من هذا الحي وفقًا لحصيلة مؤقتة صادرة عن مديريّة الحماية المدنيّة في هايتي.
وكانت أجواء الذعر جلية في شوارع كارفور-فوي الثلاثاء، وحمل بعض السكان حقائبهم على رؤوسهم، بينما عمد آخرون إلى تكديس فرش وقطع أثاث على أسطح سياراتهم.
وفي اليوم السابق، تظاهر كثير من سكان الحي احتجاجًا على انعدام الأمن وتدخلت الشرطة الوطنيّة الهايتية لإعادة النظام في المنطقة.
وهايتي غارقة منذ سنوات في أزمة اقتصاديّة وأمنيّة وسياسيّة عميقة، ما عزز قبضة العصابات المسلحة التي تسيطر على نحو 80% من العاصمة، في وقت باتت الجرائم العنيفة متكررة.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد قال أمس الثلاثاء لمجلس الأمن في تقرير اطّلعت عليه "رويترز" إن "استخدام القوة الضاربة" ضروري من جانب قوة شرطة متعددة الجنسيات تنتشر في هايتي وتزود بعتاد عسكري، وذلك لفرض القانون والنظام ونزع سلاح العصابات.
ودعا غوتيريش دول العالم مجددًا للمساهمة في مثل هذه القوة وطالب مجلس الأمن بدعم نشرها. وأوضح أيضًا خيارين محتملين للأمم المتحدة لتوفير الدعم اللوجيستي لقوة متعددة الجنسيات ولشرطة هايتي ولتعزيز بعثة سياسية للأمم المتحدة موجودة بالفعل في هايتي.