تراوح أزمة سد النهضة مكانها، بعد إصرار إثيوبيا على خطتها في بدء المرحلة الثانية من الملء المرتقب للسد في يوليو/ تموز المقبل، فيما تتمسك كل من مصر والسودان بموقفهما واستعدادهما لكل الاحتمالات الممكنة للحفاظ على حقوقهما المائية.
وتلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الأميركي جو بايدن، وتبادلا وجهات النظر بشأن تطورات الموقف الحالي لملف سد النهضة.
ورحّب الرئيس المصري بالجهود الأميركية المتواصلة في هذا الصدد، مؤكدًا تمسك مصر بحقوقها من خلال التوصل إلى اتفاق قانوني منصف وملزم يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد.
وفي سياق متصل، شدد وزير الري المصري، محمد عبد العاطي، على أن مصر لن تقبل بحدوث أزمة مائية أو موقف أحادي من إثيوبيا، لذا سيتم اتخاذ إجراءات أخرى تخص باقي مؤسسات الدولة.
هل تدخل الولايات المتحدة على خط مفاوضات سد النهضة؟
من جهته، أوضح أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، نادر نور الدين، أن إثيوبيا اتخذت موقفًا من أميركا للمرة الثانية على التوالي.
وأدانت واشنطن إثيوبيا بسبب الجرائم التي ارتكبت أثناء حرب إثيوبيا ضد تيغراي، حيث وقع ضحيتها عناصر من قوات الأمم المتحدة.
وأضاف نور الدين، في حديث لـ"العربي": "إن الموقف الأميركي لا يتعلق بسد النهضة، لكن الموقف الإثيوبي عصبي دائمًا ولا يعترف بحقيقة الأمور، ويقف أمام القوى الدولية ويشعر أنّه مستهدف".
وأشار نور الدين إلى أهمية تدخل الولايات المتحدة في مباحثات سد النهضة، حيث تم التوصل إلى مسودة اتفاق في أقل من أربعة أشهر حين تدخلت في المرّة الأولى بالتعاون مع البنك الدولي.
وقال نور الدين: "نشعر بالأطماع الإثيوبية، في ظل عشر سنوات من التفاوض على لا شيء، فإذا شعرت مصر والسودان بأن إثيوبيا ترغب في إخضاعهما وكسر الإرادة المصرية السودانية، فستكون هناك أول حرب مياه في العالم، بفعل استمرار إثيوبيا بأطماعها غير المبررة، كونها دولة ذات وفرة مائية".