طلبت إدارة الرئيس جو بايدن، اليوم الخميس من الكونغرس الأميركي أكثر من 32 مليار دولار لتقديم مساعدات إنسانية وعسكرية لأوكرانيا التي تتعرض لهجوم روسي عسكري واسع النطاق دخل يومه الثامن، إضافة إلى تمويل إستراتيجيتها الجديدة لمكافحة كوفيد، وهما حاجتان "عاجلتان وفوريتان".
وأفاد بيان للبيت الأبيض، بأن ثمة حاجة لنحو 10 مليارات دولار، لتوفير أسلحة دفاعية لأوكرانيا، لحماية شبكتها للكهرباء، ومكافحة الهجمات الإلكترونية، والمعلومات المضللة.
وستسمح هذه الأموال أيضًا للولايات المتحدة بتمويل الرد على موسكو بدءًا من العقوبات ضد الأثرياء الروس.
كذلك طلب البيت الأبيض من الكونغرس 22,5 مليار دولار لمكافحة الوباء، مشيرًا إلى أن الأموال الفدرالية "على وشك النفاد" بشأن هذا الملف.
وستستخدم هذه الأموال بين أمور أخرى، للاستعداد لظهور متحورات جديدة وتجنب إغلاق المتاجر، أو المدارس وتمويل توزيع اللقاحات في الخارج.
لكن البيت الأبيض سيجد صعوبة أكبر في الحصول على هذه الأموال حيث أعرب الكثير من النواب المحافظين عن تحفظهم.
وفي هذا الإطار، أشار 35 عضوًا جمهوريًا في مجلس الشيوخ في رسالة إلى جو بايدن أمس الأربعاء بالقول: "لم تتضح بعد الحاجة إلى أموال إضافية".
ويريد البيت الأبيض شمل مبلغ 32 مليارًا المخصص لأوكرانيا، ومكافحة كوفيد في الميزانية السنوية التي يتعين على النواب المصادقة عليها قبل انتهاء مدة الميزانية الحالية في 11 مارس/ آذار الجاري.
عقوبات جديدة على النخبة الحاكمة
وتركز الولايات المتحدة على ضرب البنية الاقتصادية المحيطة بالرئيس فلادمير بوتين، بالتوزاي مع حزم عقوبات تسير بشكل متلاحق ومفاجئ بالنسبة للكرملين.
إذ أعلن البيت الأبيض اليوم الخميس فرض عقوبات جديدة تستهدف النخبة الحاكمة وشركاتهم وكذلك المتحدث باسم الرئيس فلاديمير بوتين. وأضاف أن الولايات المتحدة ستفرض أيضًا قيودًا على تأشيرات دخول 19 من النخبة الحاكمة الروسية وأسرهم وشركائهم.
من ناحية أخرى قال والي أديمو نائب وزير الخزانة الأميركي اليوم الخميس إن تحالف الدول التي تفرض عقوبات على روسيا بسبب هجومها على أوكرانيا يضم أيضًا دولًا في الشرق وإن الولايات المتحدة ستواصل فرض قيود على الاقتصاد الروسي.
كما أعلن البيت الأبيض في وقت لاحق اليوم، أنّ الولايات المتحدة تعمل مع حلفائها على عزل روسيا وتحميلها المسؤولية على ما يجري في أوكرانيا. وشدّد على أنّه لا يمكن العودة إلى الدبلوماسية ما دامت روسيا تواصل الحرب على أوكرانيا.
وتتعرض أوكرانيا لليوم الثامن على التوالي لهجوم نفذ فجر 24 الشهر الماضي، فيما استولت القوات الروسية على خيرسون، وهي عاصمة إقليمية يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة وتقع على البحر الأسود.
كما تجري معارك مستمرة على أكثر من جبهة، حيث طوقت القوات الروسية المدن الكبرى منها تشيرنيهيف في الشمال الغربي، وماريوبول في الجنوب، وكذلك كييف وخاركيف، أكبر مدينتين في أوكرانيا على الرغم من أنها جميعها كانت لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية بحلول صباح اليوم الخميس.
وجرت اليوم الجولة الثانية من المفاوضات بين موسكو وكييف، وقال رئيس وفد التفاوض الروسي فلاديمير ميدينسكي بعد محادثات مع وفد أوكراني اليوم الخميس إن روسيا وافقت على دعم إقامة ممرات إنسانية للمدنيين وعلى وقف محتمل لإطلاق النار حولها، ووصف ذلك بأنه "تقدم جوهري".
وكان مفاوض أوكراني قال في وقت سابق من اليوم إن هذا الأمر خضع للبحث، لكن المفاوضات لم تتمخض عن النتائج التي كانت تأملها كييف.
كما نقلت وكالة الأنباء الرسمية في بيلاروسيا عن المفاوض الأوكراني ميخائيلو بودولياك قوله اليوم الخميس إن الجولة الثالثة من محادثات وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا من المقرر إجراؤها مطلع الأسبوع المقبل.