تتكشف راهنًا خطة إسرائيل "الخطيرة" من وراء تدمير المباني في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان متواصل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت الذي خلف أكثر من 25 ألف شهيد، إضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية للقطاع.
وقد دمرت إسرائيل أكثر من 1000 مبنى على طول السياج الحدودي، حيث يسعى الاحتلال إلى إقامة "منطقة عازلة" داخل حدود قطاع غزة، على طول ذلك السياج يتراوح عرضها من نصف كيلومتر إلى كيلومتر كامل.
وهذه الخطة انكشفت أخيرًا إثر مقتل 21 جنديًا إسرائيليًا في 22 من يناير/ كانون الثاني الجاري في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، حيث قال الجيش الإسرائيلي إنهم كانوا يزرعون متفجرات لتدمير مبنيين.
كما أظهرت مقاطع فيديو مختلفة تدمير عشرات المباني على طول السياج الحدودي بين القطاع وغلاف غزة مع رفض الجيش الإفصاح عن تفاصيل بشأن العملية وتحججه بتدمير "البنى التحتية الإرهابية الموجودة داخل المباني السكنية".
"منطقة عازلة مؤقتة"
وقال ريتشارد هيشت، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "يعمل الجيش الإسرائيلي في المنطقة (الحدودية داخل غزة) بهدف منع أنشطة "حماس" التي تهدد مواطني إسرائيل، وفي إطار ذلك، يحدد الجيش ويدمر البنى التحتية الإرهابية الموجودة، من بين أشياء أخرى، داخل المباني؛ هذا جزء من الإجراءات الإلزامية الضرورية لتنفيذ خطة دفاعية توفر أمنًا أفضل في جنوب إسرائيل".
وأمام ذلك، أظهر مقطع فيديو متداول في منطقة الشجاعية شرقي غزة تدمير الجيش الإسرائيلي حيًا كاملًا من 50 مبنى، كما وأظهر مقطع آخر تدمير مدرسة شمالي القطاع وآخر أظهر تدمير نحو 10 مبان في السريج بينما تشير الأرقام إلى أن الجيش الإسرائيلي دمر نحو 1100 مبنى من أصل 2850 في المنطقة العازلة المقررة بحسب القناة 12 الإسرائيلية.
ويعد إنشاء منطقة عازلة داخل قطاع غزة أمرًا يدعو إليه كثير من ساسة إسرائيل منذ أحداث 7 أكتوبر بينما يقول الجيش إن المنطقة ستكون "مؤقتة" مع إشارته إلى أن عملياته في غزة قد تستمر أعوامًا وسط تضارب المواقف الأميركية من المنطقة العازلة المقترحة.
إذ تصر واشنطن على عدم نقص أراضي غزة وفي الوقت ذاته يبدي وزير خارجيتها تفهمًا لإقامة منطقة عازلة مؤقتة.
