شددت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس اليوم الأربعاء على ضرورة وقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "بأي ثمن"، معبرة عن تشككها حيال محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا.
جاء ذلك بينما بدأ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون جولة خليجية تشمل السعودية والإمارات وتهدف بشكل أساسي إلى حث الدول المنتجة للنفط على المساعدة في خفض الأسعار بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا.
"شكوك" بالمحادثات الروسية - الأوكرانية
وفي التفاصيل، قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس اليوم الأربعاء لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي): "أنا متشككة في أمر محادثات السلام بينما لا يزال بوتين يشن حربًا في أوكرانيا".
وأضافت تراس: "يجب أن يوقف إطلاق النار ويسحب قواته حتى تؤخذ محادثات السلام تلك على محمل الجد".
وتأتي هذه التصريحات، فيما تستمر العملية العسكرية التي بدأتها روسيا في أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط للأسبوع الثالث على التوالي، رغم العقوبات والضغوطات الغربية الكبيرة على موسكو، في وقت تستأنف، اليوم الأربعاء، الجولة الرابعة من المحادثات الروسية- الأوكرانية في محاولة للتوصل إلى وقف القتال في أوكرانيا.
إستراتيجية وطنية للطاقة
وعلى صعيد آخر، أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن إستراتيجية وطنية جديدة للطاقة ستحدد الأسبوع المقبل مع استمرار الهجوم الروسي في دفع أسعار الطاقة للارتفاع.
وقال جونسون خلال زيارة للشرق الأوسط اليوم الأربعاء: "ما يقوم به بوتين في أوكرانيا تسبب في حالة عدم تيقن على مستوى العالم وارتفاع كبير في أسعار النفط مما يؤثر على بريطانيا ويمكن للجميع رؤية أثر ارتفاع أسعار الغاز".
وأضاف: "الأسبوع المقبل سنحدد إستراتيجية الطاقة لبريطانيا، وقفزة كبيرة باتجاه الطاقة المتجددة والمزيد من الطاقة النووية واستخدام أفضل لمواردنا من النفط والغاز وكذلك بحث ما يمكننا عمله للحصول على النفط والغاز من مصادر غير روسيا".
وكان جونسون بدأ زيارة إلى السعودية والإمارات، في إطار محاولات لندن إيجاد موقف عالمي موحد ضد روسيا وحث الدول المنتجة للنفط على المساعدة في خفض الأسعار، بينما تسعى أوروبا لتقليل اعتمادها على الخام الروسي إثر العملية العسكرية التي شنتها موسكو ضد أوكرانيا.
ووصل جونسون، صباح اليوم، إلى الإمارات، وسيكون أول اجتماعاته مع ولي عهد أبو وظبي محمد بن زايد، قبل أن يسافر إلى العاصمة السعودية الرياض للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
"رد عالمي منسق" للضغط على روسيا
ويلتقي جونسون المسؤولين الإماراتيين والسعوديين على أمل أن يتمكن من إقناعهم بزيادة إنتاج النفط للتخفيف من أثر العقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو، على أسعار الطاقة العالمية وإيجاد "رد عالمي منسق" للضغط على روسيا، وفق المصدر نفسه.
وعلى غرار الولايات المتحدة، تخطط بريطانيا للتخلص التدريجي من واردات النفط الروسية، باعتباره جزءًا من عقوبات واسعة النطاق تستهدف الشركات والأثرياء الروس. وتمثل الواردات الروسية 8% من إجمالي الطلب على النفط في المملكة المتحدة.
وكان من المقرر أن يزور جونسون السعودية في فبراير/ شباط الماضي، لكن الزيارة أجلت بسبب الأزمة الأوكرانية، ليتم التعويض عنها باتصال هاتفي بين رئيس الوزراء البريطاني وولي العهد السعودي.
وكان جونسون دعا دول الغرب إلى وقف "إدمانها" على موارد الطاقة الروسية، معتبرًا أن ذلك يسمح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"ابتزاز" العالم.