فتح الهجوم الروسي على أوكرانيا نافذة أمل لمنتجي الفحم، لتتضاعف أسعاره في وقت قصير، وذلك بعد تعرض الحجر الأسود إلى ضغوطات غير مسبوقة باعتباره مصدر طاقة غير محبب.
ففي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قال المجتمعون في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي في "غلاسكو": إن الفحم مضر بالبيئة ويجب تقليل الاعتماد عليه في توليد الكهرباء.
ويتجاوز طن الفحم حاجز الـ400 دولار أميركي، أما وصوله إلى الـ500 دولار فقد بات مسألة وقت لا أكثر.
وبدأت أسعار الفحم بالصعود من 186 دولارًا مع بدء الهجوم الذي نفذته موسكو، وما أتى على إثره من عقوبات أميركية طالت قطاع الطاقة الروسي، ليعود منتجو الكهرباء إلى تفكير في الفحم، باعتباره بديلًا عن الغاز، رغم تباين الآثار البيئية لاستخدام كليهما.
وفيما تفرض واشنطن عقوبات على روسيا، فإن أوروبا هي من تدفع الثمن، إذ إن روسيا تعد أكبر مورد للفحم الحجري للقارة العجوز، حيث مدتها العام الماضي بـ70% من حاجتها منه وبواقع 36 مليون طن.
أما اليوم فإن على فرنسا وإيطاليا أن تبحثا عن بدائل أخرى، وقد تنجحان في ذلك، لكن عليهما الطيران أو الإبحار إلى جنوب إفريقيا أو كولومبيا لتأمين متطلباتهما من الحجر الأسود، في عملية مالية ولوجستية معقدة ترتب عليهما تكلفة إضافية باهظة.
وتصف روسيا هجومها بأنه "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا و"تخليصها من النازية". كما يصف بوتين البلاد بأنها مستعمرة أميركية وأن نظامها دمية يحركها آخرون ولا تعمل بصفتها دولة مستقلة.
ولم تسيطر موسكو على أي من المدن العشر الأكبر في البلاد بعد توغلها الذي بدأ في 24 فبراير/ شباط وهو أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ عام 1945.