تشهد إيران مسيرات شعبية حاشدة، إحياء لـ"يوم القدس العالمي"، حيث تشيّع أيضًا جنازة المستشارين في الحرس الثوري الذين استهدفهم الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق.
وإسرائيليًا، أخلت تل أبيب عددًا من سفاراتها تحسبًا لانتقام إيران بعد استهداف قنصليتها يوم الإثنين الماضي واغتيال المسؤولين في الحرس الثوري، بينهم القيادي محمد رضا زاهدي.
"يوم القدس" في إيران
في التفاصيل، وتزامنًا مع الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك انطلقت في إيران مسيرات إحياء "يوم القدس العالمي" بحسب ما أعلن رئيس لجنه الانتفاضة والقدس في إيران المتحدث باسم الحرس الثوري رمضان شريف.
ووفقًا لشريف فإن المسيرات ستقام في أكثر من 2000 مدينة إيرانية، كما وتشيع طهران بالتزامن مع ذلك مستشاري الحرس الثوري الـ 7 الذين قتلوا في سوريا.
وتوعدت إيران مجددًا اليوم الجمعة بمعاقبة إسرائيل، حيث أظهر التلفزيون الحكومي متظاهرين يحملون صور القتلى ولافتات تحمل شعارات مثل "الموت لإسرائيل" و"الموت لأميركا".
وقال القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي للحشد المتجمع في طهران: "لن تمر أعمال العدو (الإسرائيلي) ضد الجمهورية الإسلامية دون رد... رجالنا الشجعان سيعاقبون الكيان الصهيوني". وكان المرشد الإيراني علي خامنئي قد توعد إسرائيل بالرد على مهاجمتها قنصلية بلاده في دمشق.
ونقل "العربي" لقطات مباشرة لإحياء الإيرانيين في طهران "يوم القدس" العالمي الذي يحّل اليوم، وسط توافد الآلاف للمشاركة في مراسم تشييع المستشارين في الحرس الثوري.
ويفيد مراسل "العربي" حازم كلاس بأن إيران بدأت أولًا خطوات حقوقية ودبلوماسية قبل أيام حيث طالبت بعقد اجتماع مجلس الأمن الدولي، وتواصلت مع كثير من الأطراف والمسؤولين في المنطقة لخلق أجواء من الإدانة الواسعة للضربة الإسرائيلية.
وتحاول اليوم من الناحية الشعبية، أن تدعم هذا الموقف من أجل تهيئة الترتيبات دوليًا وداخليًا للرد على هذا الهجوم الإسرائيلي، وفق كلاس.
ويردف مراسلنا أن "الأمر تزامن مع مسيرات يوم القدس العالمي وإعلان الإيرانيين أن تشييع جثامين مستشاري الحرس الثوري الذين اغتيلوا في دمشق، سيتم في هذه المسيرات".
إسرائيل تخلي سفاراتها
من جانبها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أنه تم إخلاء عدة سفارات لتل أبيب في الخارج بعد تقييم الوضع من قبل جهاز الأمن العام "الشاباك" ووزارة الخارجية.
ويأتي ذلك، تحسبًا لـ"أي رد انتقامي إيراني لمقتل قائد رفيع في الحرس الثوري في دمشق".
كما أوضحت الهيئة أنه "تم نقل بعض عاملي السفارات إلى مواقع بديلة، وطلب منهم عدم الظهور في هذه المرحلة في مناسبات عامة".
في المقابل، لم تحدد هيئة البث أسماء الدول التي تم إخلاء السفارات فيها.
هجمات محتملة
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد نقلت عن مسؤولين أن تل أبيب "تستعد" لهجمات إيرانية ضمن 3 سيناريوهات مختلفة.
وهذه السيناريوهات هي: مهاجمة إسرائيل بإطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار والقذائف من الأراضي اللبنانية والسورية والعراقية واليمنية، أو إطلاق إيران نفسها صواريخ بالستية مباشرة من أراضيها نحو إسرائيل، أو أن تحاول خلايا مسلحة التسلل إلى إسرائيل عبر حدودها البرية، وفق ما نقلت هيئة البث.
أما توقيت ذلك، فتتخوف إسرائيل أن يكون "اليوم حاسمًا"، وذلك لأنه الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، الذي يحتفل فيه بيوم القدس العالمي.
فقد أشارت هيئة البث إلى أنه "في إطار الأحداث المحتملة التي وردت في تقييمات الوضع من قبل الجيش الإسرائيلي، تم تحديد الجمعة الأخيرة من رمضان، حيث يحتفل الإيرانيون في هذا اليوم بيوم القدس في إيران، كموعد محتمل للانتقام".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أكّد، أنه يفرض "حالة تأهب قصوى في مجال الدفاع الجوي، ومختلف أنظمة الاستخبارات".