الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

الهجوم على قنصلية طهران.. هل يدشن لمرحلة جديدة من صراع إيران وإسرائيل؟

الهجوم على قنصلية طهران.. هل يدشن لمرحلة جديدة من صراع إيران وإسرائيل؟

شارك القصة

اعتبرت طهران أن على واشنطن تحمل مسؤولية الهجوم على قنصليتها في دمشق بصفتها الحامية لإسرائيل- رويترز
اعتبرت طهران أن على واشنطن تحمل مسؤولية الهجوم على قنصليتها في دمشق بصفتها الحامية لإسرائيل- رويترز
مثّل استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق واغتيال قادة بالحرس الثوري تصعيدًا كبيرًا تدرس طهران الرد المناسب عليه.

منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، شنّت إسرائيل هجمات متكررة على قادة ومستشارين عسكريين إيرانيين في سوريا، لكن ضربة مساء الإثنين كانت غير مسبوقة، إذ استهدف هجوم إسرائيلي مبنى القنصلية الإيرانية في حي المزة بدمشق بستة صواريخ. 

وأعلن الحرس الثوري الإيراني أن الهجوم أودى بحياة جنرالين هما قائد الحرس في سوريا ولبنان محمد رضا زاهدي ونائبه محمد هادي حاجي رحيمي، بالإضافة إلى خمسة ضباط آخرين مرافقين لهم. 

إيران تتوعد برد "مناسب"

وتعليقًا على هذا الاستهداف، توعّد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالرد "المناسب" على الهجوم، بينما قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إنه تم إرسال رسالة مهمة إلى الولايات المتحدة بصفتها حامية لإسرائيل، مشدّدًا على أنه ينبغي على واشنطن تحمل المسؤولية. 

كما طالبت طهران بعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي بشأن الحادث، وسط إدانات إقليمية ودولية للهجوم. 

وقابل التصعيد في لهجة إيران امتناع إسرائيل عن التعليق حتى مع توالي التقارير الإعلامية، التي تحمّل تل أبيب مسؤولية الهجوم على القنصلية في دمشق.

واكتفت إسرائيل بإصدار تعليمات لسفاراتها في جميع أنحاء العالم بتعزيز إجراءاتها الأمنية، بينما واجهت الولايات المتحدة التصريحات الإيرانية بالقول: "إنه لا علاقة لها بالهجوم على القنصلية في سوريا". 

ومن داخل مجلس الأمن، حذّرت إيران من الرد عليها وتجنب تصعيد التوترات في المنطقة. 

"محاولة لصرف الأنظار عن غزة"

ويشرح الباحث في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت، أسباب إقدام إسرائيل على هذا التصعيد في سوريا، وأولها ما يوصف "بالمراوحة في المكان" بما يرتبط بالحرب في غزة.

ويشير في حديث إلى "العربي" من حيفا، إلى الخلافات الجوهرية الإسرائيلية مع الإدارة الأميركية حول الاجتياح البري لمدينة رفح والتطورات في الجبهة الشمالية، والضرر الإستراتيجي الذي لحق بإسرائيل جراء ترحيلها نحو مئة ألف مستوطن من المنطقة الشمالية. 

ويرى شلحت أن إسرائيل تريد أن تصرف الأنظار عمّا يجري في قطاع غزة، وتحاول تحقيق نصر في جبهة أخرى وتوسيع رقعة الحرب.

ويلفت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معني بإطالة أمد الحرب في غزة وتوسيع رقعتها وجر الولايات المتحدة للتدخل أكثر في الحرب.  

"تجسيد لهزيمة"

ومن جهته، يرى مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية محمد صالح صدقيان، أنه لا يمكن اعتبار قيام طائرات إسرائيلية بالهجوم على بلد مثل سوريا انتصارًا من الناحية العسكرية أو الأمنية. 

ويقول في حديث إلى "العربي" من طهران: "إن استهداف السفارة الإيرانية في دمشق ليس انتصارًا، بل تجسيد لهزيمة". 

أعلن الحرس الثوري الإيراني أن الهجوم على القنصلية الإيرانية أودى بحياة جنرالين وخمسة ضباط- رويترز
أعلن الحرس الثوري الإيراني أن الهجوم على القنصلية الإيرانية أودى بحياة جنرالين وخمسة ضباط- رويترز

ويؤكد صدقيان أن الاختراق الأمني موجود، فهذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل قادة ومستشارين إيرانيين، لكنها استهدفت هدفًا كبيرًا هذه المرة. 

ويعتبر أن حكومة نتنياهو تريد أن تغطي على الهزيمة التي مُنيت بها في غزة، حيث لم تستطع تحقيق أهداف الحرب الإستراتيجية بعد مرور ستة أشهر، ولم تستطع القضاء على حركة حماس أو مقاتلي القسّام أو حتى تحرير الأسرى. 

ويرجح  أن إسرائيل، من خلال هجومها الأخير في سوريا، تريد استدراج طهران لرد مباشر يدفع بالولايات المتحدة للتحرك نحو مواجهة مباشرة مع إيران.

"واشنطن تخشى التصعيد" 

وحول القراءة الأميركية للمشهد، يشير مدير مركز التحليل السياسي والعسكري في معهد هادسون ريتشارد ويتز، إلى أن "الولايات المتحدة تخشى التصعيد خارج غزة ليصل إلى جنوب لبنان من خلال نزاع مع حزب الله، قد يصل إلى العراق واليمن وربما إلى إيران نفسها". 

ويقول في حديث إلى "العربي" من واشنطن: "إن الولايات المتحدة تتبع" ما وصفه بـ "تكتيكات لتثير الصدمة في قلوب الإيرانيين لكي يتجنبوا التصعيد". 

كذلك يعتبر ويتز أن محاولة إسرائيل جر الولايات المتحدة إلى مواجهة مع طهران هو أحد السيناريوهات المحتملة، لكنه يرجح أن يكون السيناريو هو كالتالي: تستهدف إسرائيل المواقع النووية وترد إيران ثم تأتي الولايات المتحدة لنجدة إسرائيل". 

تابع القراءة
المصادر:
العربي