أقر الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، بأن قواته قصفت أهدافًا في لبنان من البحر إضافة إلى قصفها الجوي والمدفعي، في وقت دعت فيه بيروت مجلس الأمن لإلزام تل أبيب بوقف القتال والانسحاب فورًا من المناطق التي تقدّمت إليها في الجنوب اللبناني أخيرًا.
وقال بيان لجيش الاحتلال: "منذ بداية عملية الفرقة 146 في جنوب لبنان (الأسبوع الماضي) قامت قوات سلاح البحرية بمهاجمة عشرات الأهداف لحزب الله بالتعاون مع الجنود في الميدان".
وهذه المرة الأولى التي يقر فيها الجيش الإسرائيلي بمشاركة قواته البحرية في قصف أهداف بلبنان.
وأضاف: "هاجمت القطع البحرية منصات صاروخية ومباني عسكرية ومستودعات أسلحة لحزب الله مما دعم قتال القوات البرية".
ونقل البيان عن قائد جبهة حيفا البحرية (شمال) لم يسمه: "سفن الصواريخ والقطع البحرية للمهام الأمنية ومواقع الاستخبارات والسيطرة والنيران تلعب دورًا مهمًا في المهام الدفاعية والهجومية على الجبهة الشمالية ودعم قتال قوات الفرقة 146".
وأضاف: "طيلة الأشهر الماضية قاتلنا جنبًا إلى جنب جوًا وبرًّا وبحرًا ويتواصل القتال حتى إعادة السكان إلى منازلهم بأمان"
شكوى لبنانية إلى مجلس الأمن
في غضون ذلك، تقدمت بيروت بشكوى جديدة إلى مجلس الأمن الدولي أدانت فيها استمرار "عدوان" إسرائيل على لبنان، ودعت إلى إلزامها بوقف القتال والانسحاب من الأراضي اللبنانية فورًا، وفق الخارجية الأربعاء.
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي وسعت إسرائيل نطاق الإبادة لتشمل جل مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريًا في جنوبه.
وقد أسفر عدوان إسرائيل على لبنان إجمالًا عن استشهاد ألفين و350 شخصًا، وإصابة 10 آلاف و906، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال منذ استهداف لبنان في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقالت الخارجية اللبنانية، في بيان، إنها تقدمت بشكوى شكوى جديدة إلى مجلس الأمن لـ"إدانة العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان وإلزامها التطبيق الكامل للقرار 1701".
خرق سيادة لبنان بحرًا وبرًا وجوًا
وركزت الخارجية في الشكوى على "الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان خلال الفترة من 3 ولغاية 14 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي".
وأدان لبنان "استمرار اسرائيل في خرقها لسيادته بحرًا وبرًا وجوًا، واستهدافها مراكز الجيش اللبناني وهيئات الإسعاف والاغاثة والمدنيين غير المشاركين في الأعمال الحربية بقصف عشوائي للمدن والقرى (...) حيث سقط مئات القتلى والجرحى من المدنيين".
وتابع: "بالإضافة إلى استهداف إسرائيل محطات نقل المياه ومعبر المصنع الحدودي مع سوريا، وشنّها غارات على محيط قلعة بعلبك المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونيسكو، وعلى سوق النبطية التاريخي".
كما أدان "انتهاج إسرائيل سياسة التصفية والاغتيالات الممنهجة عبر الغارات الجوية المباغتة في المدن والقرى والأحياء المأهولة بالسكان، دون أي اكتراث بحياة المدنيين".
وأكد أن "إسرائيل تحاول بالقوة وبالوسائل العسكرية العدائية، فرض رؤيتها للأمن في المنطقة ضد سيادة وأمن وسلامة دول المنطقة وشعوبها، متذرعةً بمزاعم غير مبنية على أي دلائل أو براهين تثبت السردية التي تتبناها، خصوصًا لجهة ادعائها الدفاع عن النفس".
ودعا لبنان مجلس الأمن إلى "إدانة العدوان الإسرائيلي الواسع والمتواصل عليه وعلى شعبه، والاجتياح البري لأراضيه".
وكرّر دعوته المجلس إلى "إلزام إسرائيل بالتطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن 1701 من خلال الوقف الفوري للأعمال العدائية، والانسحاب فورًا من الأراضي اللبنانية كافة".
وفي 11 أغسطس/ آب 2006، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار 1701، وهو يدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، بعد حرب استمرت 33 يومًا.