يُطلّ الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله مساء اليوم، في خطاب متلفز للكشف عن الهدف الإستراتيجي الذي استهدفه الحزب خلال هجومه على العمق الإسرائيلي.
وبانتظار خطاب نصر الله، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ "حزب الله" خطّط لاستهدف أهم موقعين للاستخبارات في إسرائيل.
ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن تقديرات لجيش الاحتلال، أنّ "حزب الله" كان سيستهدف قواعد شعبة الاستخبارات العسكرية والموساد في شمال تل أبيب.
وفي هذا الإطار، أفاد مراسل "التلفزيون العربي" في حيفا أحمد دراوشة بأنّ وسائل الإعلام الإسرائيلية تروّج لأنّ هدف الهجوم الذي شنّه "حزب الله" فجر اليوم على العمق الإسرائيلي، هو قاعدة غليلوت العسكرية التي تضمّ مقرًا رئيسيًا للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية "الموساد"، ومقرًا لوحدة 8200 التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال.
ما هي الوحدة 8200؟
تُعتبر الوحدة 8200، أكبر الوحدات في مديرية الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية. ويُشار إليها أحيانًا باسم "وحدة SIGINT"، وهي وحدة الأمن السيبراني المسؤولة عن التجسّس الإلكتروني عن طريق جمع الإشارة وفكّ الشيفرة، وقيادة الحرب الإلكترونية في جيش الاحتلال.
ولا تقتصر مهمتها على التجسّس الإلكتروني، بل تشمل تطوير أدوات جمع المعلومات وتحديثها باستمرار، مع تحليل البيانات ومعالجتها، وإيصال المعلومات للجهات المختصة، واختراق قواعد بيانات الدول المعادية لتل أبيب، وتدميرها إن لزم الأمر.
في ثلاثينيات القرن العشرين، بدأت أولى عمليات هذه الوحدة التي كانت تُعرف آنذاك باسم "وحدة التحصيل المركزية"، وسعت إلى جمع المعلومات وفك التشفير.
وفي نهاية عام 1948، تطوّرت الوحدة واندمجت مجموعاتها ضمن الوحدة 8200، وتألفت من فرق استماع إستراتيجية ووحدات متنقّلة، تحت إشراف مردخاي ألموج وأبراهام إيلوني.
وعام 1953، انتقلت الوحدة إلى معسكر غليلوت، وأنشئ فيها قسم "مرام" المختصّ بالأنظمة الحاسوبية، وزُوّدت بحاسوب "ويزاك" إسرائيلي الصنع، وهو ما عزّز من قدرات الوحدة وإمكانياتها.
أبرز عملياتها الاستخبارية
أسهمت المعلومات التي قدّمتها الوحدة قبل حرب عام 1967 في تحقيق اختراقات كبيرة.
وفي أول كشف علني عن قيام إسرائيل باختراق المكالمات الهاتفية، اعترضت الوحدة في السادس من يونيو/ حزيران 1967، مكالمة مهمة بين الرئيسي المصري آنذاك جمال عبد الناصر وملك الأردن الحسين بن طلال، التي حاول فيها عبد الناصر تشجيع الأردن على التصعيد العسكري ضد إسرائيل. وبُثت المكالمة المسجّلة في إذاعة الجيش الإسرائيلي.
في عام 2004، تمّ تنظيم الوحدة 8200 لتكون وكالة استخبارات مركزية إسرائيلية بإدارة مدنية.
وخلال حرب يوليو/ تموز 2006 على لبنان، أسهمت الوحدة في جمع معلومات عن كبار الشخصيات في "حزب الله".
وأشارت صحيفة "لوموند ديبلوماتيك" الفرنسية في عام 2010، إلى أنّ الوحدة 8200 تُدير قاعدة "أوريم" العسكرية الكبيرة في صحراء النقب، على بعد 30 كيلومترًا من بئر السبع.
وقالت الصحيفة إنّ القاعدة هي من أكبر القواعد المخصّصة للتنصّت في العالم، وهي قادرة على مراقبة كل وسائل التواصل بما فيها المكالمات والبريد الإلكتروني وغيرها، في دول الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا وإفريقيا.
ورجّحت صحيفة "الغارديان" البريطانية أنّ الوحدة 8200 شاركت في تصنيع فيروس "ستوكسنت"، الذي استهدف أجهزة الطرد المركزي للبرنامج النووي الإيراني عام 2007.
وفي بداية أبريل/ نيسان الماضي، كشفت "الغارديان" هوية قائد الوحدة 8200، على الرغم من حرص الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على أن تكون هويته سرية.
وعلى الرغم من كل التقنيات التي تستخدمها الوحدة، إلا أنها فشلت بالتنبؤ بعملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "كتائب القسّام" الذراع العسري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" على المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.