أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الإثنين، عن تمسكه بتقوية واستمرار عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، مجددًا تحذيره من تداعيات أي اجتياح عسكري إسرائيلي لمدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة.
تصريحات غوتيريش التي أطلقها من الأردن خلال مؤتمر صحفي عقده في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين بالعاصمة عمّان، أتت بعد يوم واحد من إعلان الأونروا أن إسرائيل منعتها نهائيًا من توصيل مساعدات إلى شمال قطاع غزة حيث خطر المجاعة في أعلى مستوى.
وكان المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني قد قال عبر منصة إكس: "رغم المأساة التي تتكشف أمام أعيننا، أبلغت السلطات الإسرائيلية الأمم المتحدة بأنها لن توافق بعد الآن على إرسال أي قوافل غذائية تابعة للأونروا إلى الشمال".
وأضاف "هذا أمر شائن ويجعل عرقلة المساعدة المنقذة للحياة مقصودة أثناء مجاعة من صنع الإنسان".
"أزمة التمويل"
وأشار غوتيريش في تصريحاته اليوم، إلى أن "الأونروا تعمل في ظروف صعبة للغاية، والتحقيقات في الاتهامات الموجهة ضدها مستمرة، وآمل أن تؤدي إلى إعادة تمويلها".
وسبق أن جمدت دول في مقدمتها الولايات المتحدة، تمويلها لـ"الأونروا" استجابة لمزاعم إسرائيلية بأن موظفين في الوكالة شاركوا في عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وتدارك غوتيريش الذي يزور الأردن قادمًا من مصر: "هناك دول تراجعت عن وقف تمويلها للأونروا، وهناك دول أخرى تنتظر نتائج التحقيق".
وتابع: "ملتزمون بتقوية الأونروا، فهي شريان الحياة والأمل في قطاع غزة، وأنا مصمم على استمرار عملها وتعزيزه ونسعى للحفاظ على خدماتها".
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي المدمر على غزة في 7 أكتوبر، تتعرض الوكالة الأممية لهجوم إسرائيلي شرس، وصل إلى حد سن تشريعات لتقويض عملها ومنعها من تقديم المساعدات الإنسانية، التي أكد غوتيريش أن "الطريقة الوحيدة لإيصالها إلى قطاع غزة هي إيقاف إطلاق النار".
والأسبوع الماضي، حذّر تقييم للأمن الغذائي تدعمه الأمم المتحدة من أنه من المتوقع أن تضرب المجاعة شمال غزة بحلول شهر مايو/ أيار ما لم يكن هناك تدخل عاجل.
وأوضحت المتحدثة باسم الأونروا جولييت توما لوكالة فرانس برس، أن الأونروا لم تتمكن من إيصال الغذاء إلى الشمال منذ 29 يناير/ كانون الثاني.
وقالت إن "القرار الأخير هو مسمار آخر في نعش" جهود توصيل المساعدات التي يحتاجها بشدة سكان غزة الذين يعانون من الحرب.
في هذا السياق، اعتبر مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث، أن"قرار منع قوافل الغذاء إلى الشمال لا يؤدي إلا إلى دفع الآلاف إلى حافة المجاعة. يجب إلغاؤه".
بدوره، قال الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عبر منصة إكس: إن منع الأونروا من إيصال المساعدات "هو في الواقع حرمان للناس الذين يتضورون جوعًا من القدرة على البقاء".