جمعت الولايات المتحدة بقايا أولى من حطام المنطاد الصيني، الذي أسقطته السبت الماضي، حسبما أفاد متحدث باسم البيت الأبيض اليوم الإثنين، موضحًا أن إعادتها إلى الصين "أمر غير وارد".
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في الرئاسة الأميركية جون كيربي للصحافيين: إن الفرق المنتشرة قبالة سواحل كارولاينا الجنوبية في جنوب شرق البلاد "جمعت بعض البقايا من على سطح البحر".
وفيما لفت إلى أن "الظروف المناخية" لم تسمح حتى الآن بتنفيذ عمليات تحت البحر، أكد أن بلاده "لا تعتزم إعادة" هذه البقايا إلى الصين.
وبعدما انتقدت المعارضة الجمهورية الرئيس جو بايدن لتأخره في إسقاط المنطاد، اعتبر المتحدث أن هذه الفسحة الزمنية منحت الأميركيين "فرصة رائعة لدرس (المنطاد) وفهمه بشكل أفضل"، في انتظار أن توفر البقايا معلومات إضافية.
وأكد أن واشنطن "اتخذت تدابير للحد من قدرة هذا المنطاد على جمع معلومات من فوق مواقعنا العسكرية الحساسة".
وأعلن كيربي مؤخرًا أن الإدارة الأميركية "أجرت اتصالات بمسؤولين كبار في الإدارة السابقة وعرضت عليهم إحاطات" تتصل بتحليق مناطيد صينية في الأجواء الأميركية إبان ولاية الرئيس السابق دونالد ترمب.
وأفاد البنتاغون أن مناطيد صينية حلقت ثلاث مرات لفترات زمنية محدودة فوق الأراضي الأميركية خلال ولاية ترمب، ومرة واحدة في بداية ولاية بايدن لفترة قصيرة أيضًا.
وعلى المقلب الآخر، أعلنت الحكومة الصينية، اليوم الإثنين، أن الولايات المتحدة "أثّرت وأضرّت بشدة" بالعلاقات بين البلدين بقرارها إسقاط المنطاد الصيني، الذي حلق فوق أراضيها.
وقال نائب وزير الخارجية الصيني شي فنغ في بيان: إن "الأفعال الأميركية أثرّت بشدة على جهود الطرفين وتقدُّمهما من أجل إرساء استقرار في العلاقات الصينية الأميركية منذ اجتماع بالي"، بين الرئيسين جو بايدن وشي جينبينغ في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وتصر بكين من جانبها على أن المنطاد مدنيّ، متهمة الولايات المتحدة بـ"المبالغة في رد فعلها"، الذي تمثّل باستخدام القوة.
وقالت بكين الإثنين إن الحكومة الصينية "تتابع من كثب تطور الوضع"، و"تحتفظ بالحق في اتخاذ الإجراءات اللازمة".
ولم تكن حادثة المنطاد لتمر من دون أن تعكر صفو العلاقات بين واشنطن وبكين، وقد تجلى ذلك في قرار إرجاء زيارة مقررة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الصين، وهي الزيارة التي كانت ستصبح الأولى من نوعها منذ 5 سنوات في حال تمت.