يمتلئ طريق الموت في غزة بالجثث والتفجيرات. ويواجه النازحون الذين يصر الاحتلال على إذلالهم الإعدام الميداني خلال رحلة نزوحهم من شمال القطاع إلى جنوبه، عبر طرق زعم الاحتلال مرارًا وتكرارًا أنها "آمنة".
وقد رصدت صحيفة "داغبلادت" النرويجية في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 رحلة عذاب نازحين فلسطينيين من شمال غزة إلى جنوبها في تقرير أغضب إسرائيل.
"أُطلق الرصاص على رأسه"
من بين الذين تحدثوا للصحيفة رجل يدعى سعدي (61 عامًا)، أكد أن الرحلة كانت بنفس درجة صعوبة التفجيرات.
وأشار إلى أن الجثث على الطريق ودبابات الاحتلال في كل مكان، ما جعله يتذكر ما حدث عام 1948، عندما هُجر ما لا يقل عن 750 ألف فلسطيني من ديارهم.
وقال سعدي لـ"داغبلادت": "غادرنا معًا من وسط مدينة غزة ومررنا بجوار قوات ودبابات إسرائيلية، كانت هناك جثث على الطريق، من ضمنها جثث أطفال أيضًا، أُطلق النار على شخص يبعد عني 20 مترًا، خرج من الصف فأُطلق الرصاص على رأسه".
ونقلت الصحيفة أيضًا قصة أسرة نزحت ضمن مجموعة كبيرة من الفلسطينيين على طريق صلاح الدين، وعندما وصلوا إلى أماكن وجود الدبابات وجنود الاحتلال الذين كانوا يحملون كاميرات وميكروفونات أظهر النازحون بطاقات الهوية الخاصة بهم.
وأردفت بأنه طُلب من النازحين الاصطفاف. وبينما استُدعي رجلٌ منهم، طُلب منه أن يذكر رقم بطاقة الهوية الخاص به، وقبل أن يستكمل الرقم أُطلق الرصاص على رأسه.
كما ذكر شهود عيان للصحيفة أنهم شاهدوا جثثًا منتشرة في المكان نفسه، إضافة إلى جثث أطفال كانت مرمية على الطريق.
"داغبلادت" تغضب إسرائيل
أغضب تقرير "داغبلادت" إسرائيل وصحفها، إذ انتقدته "يديعوت أحرنوت" ونقلت رد فعل عدد من الإسرائيليين يعيشون في النرويج.
كما وجّه السفير الإسرائيلي لدى النرويج آفي نير انتقادات لاذعة للصحيفة، وقال في تصريح: "لقد شهدنا العديد من الإخلالات في وسائل الإعلام النرويجية منذ أن هاجمت حماس مدنيين إسرائيليين في 7 أكتوبر، ذبحتهم وأحرقتهم أحياء واغتصبت النساء (على حد زعمه)، ولكن هذا تعريف دموي يا صحيفة داغبلادت، إسرائيل من بدأت الحرب؟".
