يعيش كبار السن في قطاع غزة معاناة مضاعفة في ظل تداعيات الحرب والنزوح وانقطاع الدواء، وسط تحذيرات من شح الخدمات المقدمة لهم.
ويبلغ عدد المسنين في قطاع غزة حوالي 107 آلاف شخص أي ما نسبته 5%. ويعاني حوالي 69% منهم من أمراض مزمنة وسط ظروف إنسانية كارثية.
نزوح كبار السن
وتبدأ معاناة كبار السن من كابوس النزوح الذي فرض عليهم السير على الأقدام لكيلومترات عدة وهو صعب حتى على الأشخاص العاديين، وبكامل صحتهم فكيف على كبار السن وفي حالة حرب، وسط عجز الجمعيات والمؤسسات عن تأمين كراسي متحركة بسبب نفادها.
ولا تقتصر المعاناة فقط على رحلة النزوح، بل تبدأ منها، وتمتد إلى مراكز الإيواء المكتظة بالنازحين، حيث لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة بدءًا من انقطاع مياه الشرب ونقص الغذاء، مرورًا بانعدام النظافة وانتشار الأمراض وصولًا إلى أزمة طابور المراحيض حيث يقف الناس هناك لساعات عديدة وهو أمر صعب على المسن.
انقطاع أدوية الأمراض المزمنة
وتتفاقم هذه الصعوبات والتحديات لدى أصحاب الأمراض المزمنة الذين يعجزون عن تأمين علاجاتهم وأدويتهم.
فالأدوية والمستهلكات الطبية لم تدخل إلى الصيدليات الخاصة في القطاع منذ بداية العدوان وما يدخل عبر معبر رفح من مساعدات، مخصص للمستشفيات الحكومية فقط. وتعطي هذه المستشفيات الأولوية لجرحى الحرب بينما تتوقع الصيدليات أن تغلق أبوابها قريبًا.
أما من كُتب لهم العلاج خارج غزة خصوصًا مرضى السرطان فهم في معبر رفح ينتظرون منذ أيام الضوء الأخضر لإجلائهم.
وتقرع الأوضاع الإنسانية المأساوية في ظل الحرب والدمار أجراس الإنذار للمنظمات الإغاثية والإنسانية لحاجة ماسة لمزيد من الرعاية والاهتمام بالمسنين.