السبت 16 نوفمبر / November 2024

"إعصار دانيال".. كيف نشأ ولمَ كان تأثيره على ليبيا أقوى من باقي الدول؟

"إعصار دانيال".. كيف نشأ ولمَ كان تأثيره على ليبيا أقوى من باقي الدول؟

شارك القصة

تشير تقارير إلى أنّ ربع مدينة درنة قد اختفى بالكامل بفعل الإعصار دانيال، وكأنّها لم تكن موجودة ذات يوم بكلّ بساطة - غيتي
تشير تقارير إلى أنّ ربع مدينة درنة قد اختفى بالكامل بفعل الإعصار دانيال، وكأنّها لم تكن موجودة ذات يوم بكلّ بساطة - غيتي
ليست الخسائر البشرية كلّ ما خلّفه الإعصار دانيال في ليبيا، إذ تتحدّث تقارير عن تداعيات كبيرة للكارثة، حتى إنّ ربع مدينة درنة قد اختفى، وكأنّها لم تكن موجودة

شيئًا فشيئًا، تتكشّف أكثر وأكثر الأضرار الهائلة التي خلّفها الإعصار دانيال على المواطنين في ليبيا، العاجزين عن استيعاب هول الكارثة حتى الآن، مع الفاتورة البشرية "الثقيلة"، ووصول عدّاد الضحايا إلى أرقام لا تُصدَّق.

لكنّ الخسائر البشرية ليست كلّ ما خلّفته فيضانات ليبيا، إذ تتحدّث تقارير عن تداعيات كبيرة للكارثة، حتى إنّ ربع مدينة درنة قد اختفى بالكامل، وكأنّها لم تكن موجودة ذات يوم بكلّ بساطة.

لكن، كيف يفسّر كلّ ذلك من الناحية العلمية؟ كيف نشأ الإعصار دانيال ولماذا كان تأثيره على ليبيا أقوى من سائر الدول التي ضربها؟

كيف نشأ الإعصار دانيال؟

في هذا السياق، يوضح مستشار التنبؤات الجوية في "مركز طقس العرب"جمال الموسى أنّ ما حصل في ليبيا ليس إعصارًا بقدر ما هو عاصفة، منوّهًا إلى أنّ الأعاصير لا تنشأ في منطقة البحر المتوسط عادة، إنما منخفضات جوية عميقة.

ويشرح الموسى في حديث إلى "العربي" من عمان، أنّ مستويات الضغط الجوي في الإعصار تكون منخفضة كثيرًا عن ألف هيكتوباسكال، كما أنّه يتحرّك من الشرق إلى الغرب، على عكس العاصفة التي تتحرك من الغرب إلى الشرق.

وعن تشكّل العاصفة دانيال، يلفت إلى أنّه نتيجة لارتفاع درجة حرارة الأرض والمياه، اندفعت كتلة هوائية باردة من شمال أوروبا نحو البحر المتوسط، ما أدى إلى اضطراب جوي حيث انخفض الضغط الجوي إلى أقلّ من ألف هيكتوباسكال من دون أن تصل إلى مستوى الإعصار.

ويوضح الموسى أن التغيّر الجوي ترافق مع كتلة هوائية باردة في طبقات الجو العليا، نشأ عنها نظام جوي متكامل على شكل عاصفة، بدأت في اسطنبول وانتقلت إلى اليونان ثمّ انزلقت إلى المناطق الغربية والوسطى من شمال ليبيا في التاسع من الشهر الحالي، قبل أن تتحرّك في اليوم التالي نحو شرق ليبيا.

ويضيف أنّه في هذه المرحلة، بدأت مستويات الضغط الجوي تنخفض، مع ازدياد سرعة الرياح، وكمية الغيوم والهطولات، وارتفاع الأمواج بشكل أكبر على السواحل الليبية، ما أدى إلى اشتداد العاصفة.

ويشير إلى أنّ هذه العاصفة ذات الخصائص المدارية استمرت في التحرّك من الغرب إلى الشرق، وبالتالي أثرت يومي الأحد والإثنين على المناطق الشرقية من ليبيا.

ويوضح الموسى أنّه مع ارتفاع درجات الحرارة لا يستطيع الهواء أن يحتوي كل كميات بخار الماء الناتجة عنها، وبالتالي فان أي حالة جوية ستؤدي إلى هطول أمطار غزيرة وبالتالي حدوث فيضانات وسيول.

أنماط طقس متطرّفة

وبحسب الموسى، فإنّ خطورة ارتفاع درجات الحرارة تكمن في حدوث أنماط طقس متطرّفة وشديدة وموجات حارة وجفاف، مضيفًا أنّه مع هذه الفترة الانتقالية في فصلي الصيف والخريف تنشأ أمطار غزيرة على غرار عاصفة دانيال.

ويشرح أنّ العاصفة بدأت تفقد قوتها مع انتقالها إلى السواحل المصرية، وتحوّلت من عاصفة إلى منخفض جوي عادي وصلت فيه مستويات الضغط الجوي إلى ألف وأربعة هيكتوباسكال، واندمجت مع منخفض الهند الموسمي أمس الثلاثاء.

لكنّه ينوّه إلى أنّ هذا المنخفض الجوي مصحوب بكتل هوائية باردة في طبقات الغلاف الجوي العليا التي تتحرك من الغرب إلى الشرق ما أدى إلى هطول أمطار على السواحل المصرية أخف من تلك التي تساقطت على ليبيا، وأثارت الغبار والأتربة التي وصلت إلى القاهرة والأردن.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close