تضيق شبكة "فيسبوك" على شبكات الأخبار الفلسطينية، التي يركز محتوها على ما يجري في القدس الشرقية المحتلة، إذ أقدمت الشركة على إغلاق حساب شبكة على الفيسبوك، ما دفع أخرى لحجب صفحتها تخوفًا من عملية إغلاق مماثلة.
وتكرّرت في الآونة الأخيرة الإبلاغات لدى "فيسبوك" ضد شبكتي "ميدان القدس" و"القسطل" الإلكترونيتين اللتين تعتبران مصدرًا أساسيًا للأخبار الفلسطينية ويتابعهما أكثر من مليوني شخص.
صوت القدس عاصمة فلسطين لن يغيب.. فيسبوك يحجب الصفحات المقدسية المليونية القسطل وميدان القدس.. نأمل منكم الانصمام لصفحة القسطل الجديدة على الرابط:https://t.co/WpwQbqSOsm#فيسبوك_يحجب_القدس#FbCensorsJerusalem pic.twitter.com/Cr1vRHh45t
— AlQastal القسطل (@AlQastalps) November 24, 2021
وتسبب ذلك بإغلاق الحساب الرسمي لـ"ميدان القدس" على "فيسبوك" الشهر الماضي، فيما قامت "القسطل" بحجب حسابها تخوفًا من الحذف.
قطع مصدر الرزق
بدورها، تخشى الصحافية الفلسطينية براءة أبو رموز فقدان مصدر رزقها في الشبكة الإخبارية التي تعمل فيها، والتي تعرضت لتقييد حساباتها أو إغلاقها على "فيسبوك".
وتقول أبو رموز التي تعمل في "ميدان القدس": "حذفوا صوت القدس، عدنا إلى نقطة الصفر". وتضيف: "حُذف حسابنا الاحتياطي أيضًا، وحسابنا على إنستغرام، لكن قدمنا اعتراضًا واسترجعناه".
وتتخوف الصحافية العضو في نقابة الصحافيين الفلسطينيين "من خسارة مصدر رزقي"، قائلة: "سياسة فيسبوك تشكل خطرًا علينا".
وتتساءل الصحافية البالغة من العمر 24 عامًا: "المنصتان تابعتان لميتا (اسم الشركة الأم لفيسبوك)، لمَ استطعنا استعادة حسابنا على إنستغرام في حين أبقوا على حسابنا على فيسبوك محذوفًا؟".
ومضت تقول: "نعمل على المنصات الأخرى، إنستغرام، تويتر، تلغرام، تيك توك، لكن فيسبوك أقوى فلسطينيًا"، وفق قولها.
وهذه الظاهرة طالت حسابات أخرى يعتبرها نشطاء وصحافيون فلسطينيون "انتهاكات" يقومون بحملة إلكترونية لوقفها، فيما نفت إدارة أكبر شبكة تواصل اجتماعي في العالم ردًا على سؤال لوكالة فرانس برس، هذه الادعاءات.
ويشير التقرير السنوي الخاص حول مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية الذي تشرف عليه شركة "أيبوك"، إلى أن أكثر من أربعة ملايين فلسطيني يستخدمون فيسبوك من أصل 4,5 ملايين موصولين بالإنترنت.
العام الأسوأ
بحسب مركز "صدى سوشال"، وهو مبادرة شبابية فلسطينية لإدارة مواقع التواصل الاجتماعي، يعتبر العام الحالي "الأسوأ" رقميًا مع "600 انتهاك للمحتوى الفلسطيني"، 91 منها خلال الشهر المنصرم.
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، أكدت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أن موقعي فيسبوك وإنستغرام أزالا محتوى حمّله فلسطينيون.
وفي تقريره الأخير، قال "صدى سوشال" إن ميتا "أفادت بإزالة 141 حسابًا على فيسبوك وعشرات الصفحات والمجموعات بالإضافة إلى 21 حسابًا على إنستغرام من قطاع غزة"، مضيفًا أن "فيسبوك" برّر ذلك بارتباط هذه الحسابات بحركة حماس.
ودفع ذلك نشطاء وصحافيين فلسطينيين إلى إطلاق حملة إلكترونية ضد "انتهاكات" فيسبوك.
ودعت الحملة التي حصل وسمها الإنكليزي على أكثر من عشرة ملايين تفاعل ووصول، إلى خفض تقييم "ميتا" التي تضم فيسبوك ومسنجر وإنستغرام وواتساب على متاجر "غوغل بلاي" و"آب ستور".
وبين المشاركين في الحملة، الصحافية كريستين ريناوي التي يتابعها نحو 400 ألف شخص وقيّد حسابها لـ30 يومًا، بعد نشرها، على ما تقول، "خبرًا وليس رأيي الشخصي" حول عملية إطلاق نار نفذها فلسطيني في القدس الشرقية.
فيسبوك يحجب القدس
وبعد حادث طعن ثان نفذه شاب فلسطيني قرب باب العمود في القدس مطلع الشهر الحالي، حذف موقع فيسبوك قصة مصورة لريناوي يظهر فيها شرطي إسرائيلي يطلق النار على الشاب.
ولجأت الصحافية إلى إنستغرام للنشر مستخدمة وسم الحملة "فيسبوك يحجب القدس".
وتقول الحملة إن إدارة فيسبوك طورت خوارزميات خاصة "تقمع" المحتوى الفلسطيني "ولا تراعي الواقع الفلسطيني.. ومن دون النظر إلى السياق الذي وردت به".
ونفت إدارة "فيسبوك" لوكالة فرانس برس "الادعاءات بأن أفعالنا لها دوافع سياسية أو لإسكات الأصوات"، واصفًا إياها بأنها "خاطئة".
وفي هذا الإطار، يؤكد الصحافي أيمن قواريق الذي يعمل في "القسطل" منذ عامين تقريبًا، أنه بعد وصول عدد كبير من التبليغات من جهات داعمة للاحتلال، اضطررنا إلى إخفاء حساب الشبكة على "فيسبوك".
ويشير إلى أن نشر الأخبار متواصل "عبر حسابنا الاحتياطي وعبر إنستغرام، لكن مع ممارستنا رقابة ذاتية... هذا يضيق على عملنا الصحافي".