كما يحصل قبل كلّ تظاهرة تدعو إليها القوى الرافضة للانقلاب العسكري، انتشرت قوات أمنية بكثافة في العاصمة السودانية الخرطوم، صباح الخميس، وأغلقت بعض الطرق المؤدية إلى القصر الرئاسي ومحيط القيادة العامة للجيش، وشرعت بتفتيش السيارات المارة.
وقبيل انطلاق التظاهرات التي تطالب بـ"حكم مدني كامل" وتدعو لعودة العسكر إلى ثكناتهم، انقطعت أيضًا خدمات الاتصال والإنترنت في السودان، كما في كل مرة، وهو الأمر الذي أكّده مرصد نتبلوكس لمراقبة انقطاعات الإنترنت على موقع تويتر اليوم الخميس.
وكانت قوى إعلان الحرية والتغيير-المجلس المركزي دعت أمس إلى المشاركة الكثيفة في "مليونية 6 يناير"، فيما أعلنت تنسيقية لجان مقاومة مدينة الخرطوم توجه المظاهرات للقصر الرئاسي.
يأتي ذلك بعد تصعيد من المجلس العسكري ضدّ المحتجّين في الأيام الماضية، إذ تصاعدت عمليات القمع فضلًا عن الاعتقالات والاختفاءات القسرية المستمرّة كما يقول معارضوه.
مراسل "العربي" يرصد الأجواء
وأفاد مراسل "العربي" بأنّ السلطات الأمنية أغلقت جميع جسور العاصمة لمنع التجمع أمام بوابات القصر الجمهوري.
كذلك أغلق الجيش الطرق المؤدية إلى محيط القيادة العامة التابعة له، وشرعت القوى الأمنية بتفتيش السيارات المارة قبيل انطلاق مظاهرات تطالب بـحكم مدني كامل.
وقال مراسل "العربي": إن القوات الأمنية وضعت نفسها في حالة تأهب، مغلقة كل الطرق باتجاه وسط العاصمة، ومحيط السوق العربي، لكن المتظاهرين بدأوا فعلاً بالحشد في نقاط محددة، حيث من المتوقع أن يتلاقوا فيما بينهم للانطلاق بتظاهرتهم.
وأكد أن ثمة توقعات بإعادة سيناريوهات المواجهات السابقة بين المتظاهرين وقوى الأمن التي ضاعفت من عديدها، وكثفت من استعمال القنابل المسيلة للدموع خلال مناسبتين سابقتين.
إغلاق جسور وازدحام مروري
واعتمدت الأجهزة الأمنية في عملية إغلاق معظم الجسور على حاويات شحن، بالإضافة لحواجز إسمنتية، وأسلاك شائكة وُزِّعت على شوارع حيوية وسط العاصمة، لمنع وصول المتظاهرين إلى مقر قيادة الجيش ومحيط قصر الرئاسة، ومقر قائد الجيش، ورئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق عبد الفتاح البرهان.
وشهد جسر "سوبا" الرابط بين مدينة شرق النيل والعاصمة والذي لم يغلق، ازدحامًا مروريًا، ما أثار استياء مواطنين.
وكانت "لجان المقاومة" قد دعت أمس الأربعاء السودانيين إلى جولة جديدة من المظاهرات في العاصمة وبقية المدن، للمطالبة بـ"حكم مدني كامل"، ورفض ما يعتبره المحتجون "انقلابًا عسكريًا".
وكان عبد الله حمدوك، قد أعلن الأحد الماضي عن استقالته من رئاسة الحكومة الانتقالية، بعد ساعات من سقوط ثلاثة قتلى خلال مظاهرات، ما رفع عدد القتلى إلى 57 منذ بدء الاحتجاجات في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.