"إقصاء المهاجرين أمر مشين".. رسالة من البابا فرنسيس إلى حكومة إيطاليا اليمينية
دافع البابا فرنسيس اليوم الأحد بشدة عن المهاجرين ووصف إقصاءهم بأنه أمر "مشين وكريه وآثم"، مما جعل بعض وسائل الإعلام تصف تصريحاته بأنها على طريق التصادم مع الحكومة اليمينية القادمة في إيطاليا.
فقد ترأس بابا الفاتيكان، الذي يجعل قضية دعم المهاجرين على رأس أولوياته، قداسًا بمشاركة 50 ألفًا من المصلين في ساحة القديس بطرس للاحتفال بإعلان قداسة رجلي الدين جيوفاني باتيستا سكالابريني وأرتيميد زاتي.
وخلال كلمة له أثناء مراسم تطويب سكالابريني "أبو المهاجرين"الذي عاش في القرن التاسع عشر وأسس رهبانية لرعاية المهاجرين واللاجئين، قال فرنسيس: "إقصاء المهاجرين أمر مشين. إنه في الواقع عمل إجرامي. فهو يجعلهم يموتون أمام أعيننا".
وأضاف: "أصبح البحر المتوسط اليوم أكبر مقبرة في العالم" في إشارة منه إلى الآلاف الذين يلقون حتفهم غرقًا خلال محاولتهم الوصول إلى أوروبا.
ولاحظ الحبر الأعظم البالغ 85 عامًا أن "إقصاء المهاجرين أمر كريه، إنه آثم. عدم فتح الأبواب لمن هم في حاجة يمثل جريمة. نستبعدهم، ونرسلهم بعيدًا، إلى معسكرات الاعتقال حيث يتم استغلالهم وبيعهم عبيدًا".
مِيلوني تتعهد بإعادة المهاجرين
وعلى الرغم من أن البابا فرنسيس لم يذكر إيطاليا تحديدًا، إلا أن هذه التصريحات تأتي في وقت تتحضر جورجيا ميلوني لأن تصبح رئيسة وزراء إيطاليا الشهر الجاري، على رأس تحالف يميني تعهد بقمع الهجرة وتشديد القيود على الحدود الإيطالية.
فأواخر شهر سبتمبر/ أيلول الفائت، فاز اليمين المتطرف بالانتخابات التشريعية في إيطاليا وفقًا لاستطلاعات الرأي، برئاسة جورجيا ميلوني التي تستعد لأن تصبح أول امرأة تترأس الحكومة الإيطالية.
وتتعهد ميلوني بتسريع عمليات إعادة المهاجرين إلى دولهم وتشديد قواعد اللجوء. كما دعت إلى فرض حصار بحري على شمال إفريقيا لمنع المهاجرين من الإبحار، إلى جانب دعوتها لمعاودة وضع قيود على أنشطة سفن الإنقاذ التابعة لمنظمات خيرية.
ويحاول عشرات الآلاف من المهاجرين عبور المتوسط كل عام للوصول إلى أوروبا، لكن غرق وفقد نحو 25 ألفا منهم منذ عام 2014، وفق منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة.
البابا فرنسيس حول خطر حرب نووية: لماذا لا نتعلم من التاريخ؟
من جهة ثانية، حضّ البابا فرنسيس خلال كلمته اليوم، على التعلم من التاريخ في وقت يبرز خطر نشوب حرب نووية على خلفية النزاع في أوكرانيا، ودعا لاختيار طريق السلام.
فقال البابا في عظته مشيرًا إلى المجمع الفاتيكاني الثاني في ستينيات القرن الماضي: "لا يمكننا أن ننسى خطر الحرب النووية التي هددت العالم في ذلك الوقت".
وأردف: "لماذا لا نتعلم من التاريخ؟ حتى في ذلك الوقت كانت هناك صراعات وتوترات كبرى، ولكن تم اختيار طريق السلام".