الأحد 17 نوفمبر / November 2024

إقصاء موسكو عنها سيكلفها غاليًا.. هذا ما نعرفه عن "سويفت" ودورها

إقصاء موسكو عنها سيكلفها غاليًا.. هذا ما نعرفه عن "سويفت" ودورها

شارك القصة

تقرير يستعرض منظومة "سويفت" وأثر إقصاء روسيا منها (الصورة: غيتي)
لا يحظى قرار إقصاء روسيا عن منظومة "سويفت" بإجماع حتى الساعة. ويٌعد هذا الإجراء من أقسى العقوبات على موسكو فيما لو اتُخذ، فما هي "سويفت" وما هو دورها؟

صدرت على مدى الأيام الماضية دعوات لإقصاء موسكو من منظومة "سويفت" للتعاملات المصرفية، ولا سيما من جانب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي، كما ألمح إليه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون. 

وتعتبر هذه المنظومة حجر الزاوية في نظام المدفوعات الدولية، وإحدى أبرز الأدوات في النظام المالي العالمي، لذا فإن الإقصاء منها هو من أقسى العقوبات التي يمكن للدول الغربية فرضها على روسيا ردًا على هجومها العسكري على أوكرانيا.

ويعني اتخاذ القرار بفصل روسيا من نظام سويفت وقفًا شاملًا للأعمال التجارية الخارجية الروسية المرتبطة بالدولار، ما يتسبب ، بحسب التقديرات الأولية، بانكماش مباشر في الاقتصاد الروسي يصل إلى 5%.

حذر أوروبي.. بايدن: لا يزال خيارًا

إلا أن الخطوة لم تحظَ بعد بالاجماع حولها، ولا يزال بعض الأطراف الأوروبيين يحاذرون اللجوء إليها، ولا سيما في ظل تأثيرها المحتمل على قدرة دول القارة على سداد مستحقاتها لروسيا لقاء مصادر طاقة مثل الغاز الطبيعي أو النفط.

وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الخميس أنّ إخراج روسيا من هذه المنظومة لا يزال "خيارًا" للردّ على غزوها أوكرانيا، لكنه أوضح أن هذا الطرح "ليس موقفًا مشتركًا حاليًا" بين الأوروبيين.

وألمح مسؤولون أوروبيون إلى أن احتمال إبعاد روسيا من "سويفت" سيبقى مطروحًا، لكن على الأرجح ضمن جولات مقبلة من العقوبات، في حال احتاج الاتحاد الأوروبي لتصعيد إجراءاته ضد موسكو.

وكذلك أشار المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفن هيبيستريت، إلى أنه من الصعب فنيًا الإعداد لخطوة عزل روسيا عن نظام سويفت، لافتًا إلى أن ذلك سيؤثر بشكل كبير على المعاملات التجارية بالنسبة لألمانيا والشركات الألمانية في روسيا.

وإذ أوضح أن ألمانيا لم تكن الدولة الوحيدة، التي لديها تحفظات على عزل روسيا عن نظام سويفت، قال: إن كلًا من إيطاليا وفرنسا كانت لديهما بعض التحفظات أيضًا.

ما هي "سويفت"؟ 

تأسست "جمعية الاتصالات المالية العالمية بين المصارف" المعروفة اختصارًا بـ"سويفت" بالإنكليزية، العام 1973، ولا تتولى عمليًا أي تحويلات أو تبادلًا للأصول المالية.

ويوفر نظام المراسلة الخاص بها، والذي تم تطويره في السبعينيات من القرن الماضي للحلول بدلًا من أجهزة "التلكس"، للمصارف وسائل للتواصل السريع، الآمن، والمنخفض الكلفة.

وتُعد هذه الشركة، التي تتخذ من بلجيكا مقرًا لها، بمثابة تعاونية للمصارف عمليًا. وهي تؤكد على موقعها الحيادي.

ما هو دور "سويفت"؟ 

تستخدم المصادر "سويفت" من أجل إرسال رسائل بشأن تحويل الأموال في ما بينها، تحويل مبالغ لصالح الزبائن، وأوامر بيع الأصول وشرائها.

وتستخدم أكثر من 11 ألف مؤسسة مالية في 200 بلد منظومة "سويفت"، ما يجعلها بمثابة العمود الفقري لنظام التحويلات المالية في العالم.

ويعني دورها الرائد في القطاع المالي أيضًا أن على الشركة التعامل مع السلطات للحؤول دون عمليات تمويل غير مشروعة، ولا سيما منها تمويل الارهاب.

من يمثّل "سويفت" في روسيا؟ 

بحسب الجمعية الوطنية ("روس سويفت")، تُعد روسيا ثاني أكبر بلد ضمن "سويفت" من حيث عدد المستخدمين بعد الولايات المتحدة، مع نحو 300 مؤسسة مالية.

ووفق الجمعية، يشكل هؤلاء الأعضاء أكثر من نصف المؤسسات المالية في البلاد.

وتفيد تقديرات بأن حجم التعاملات المالية المرتبطة بروسيا عبر "سويفت" يصل إلى مئات مليارات الدولارات سنويًا.

إضافة إلى ذلك، تتمتع روسيا ببنى تحتية مالية خاصة بها، بما يشمل نظام "أس. بي. أف. أس" للتحويلات المصرفية، ونظام "مير" للدفع بالبطاقات المشابه لنظامَي "فيزا" و"ماستركارد".

هل سبق أن تم استبعاد دول؟ 

في عام 2019، تم "تعليق" نفاذ المصارف الإيرانية إلى منظومة "سويفت"، وذلك في أعقاب إعلان الولايات المتحدة إعادة فرض عقوبات على طهران بعد قرار واشنطن الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق الدولي بشأن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.

وحذّرت الخزانة الأميركية في حينه من أن "سويفت" قد تتعرض لعقوبات، ما لم تلتزم بما حددته واشنطن.

وكانت إيران قد فُصلت عن منظومة "سويفت" اعتبارًا من 2012 مع فرض عقوبات أميركية عليها، حتى 2016 حين تم رفع العقوبات بعد إبرام الاتفاق النووي بين طهران والقوى الكبرى.

الاستبعاد تهديد جدي؟ 

تنقل وكالة "فرانس برس" عن مدير معهد "بروغل" البلجيكي غونترام وولف أن "الفوائد والسلبيات" جراء استبعاد روسيا تبقى "موضع نقاش".

وعمليًا، سيعني استبعاد روسيا من منظومة "سويفت" جعل مصارفها غير قادرة على استخدامها من أجل تحويل أو تلقي الأموال مع المؤسسات المالية الأجنبية، لقاء التعاملات التجارية.

ويوضح وولف أن ذلك سيتسبب بـ"صداع" على المستوى العملي، خصوصًا للدول الأوروبية المرتبطة مع موسكو بتبادلات تجارية مهمة، أبرزها الغاز الطبيعي الذي تُعد روسيا أبرز مصادره لأوروبا.

وسبق لدول غربية أن لوّحت باستبعاد روسيا من "سويفت" في 2014، على خلفية ضمّها شبه جزيرة القرم من أوكرانيا. 

إلا أن استبعاد بلد أساسي مثل روسيا، بما تشكّله من ثقل تجاري ولا سيما لجهة صادرات الغاز والنفط، قد يدفع موسكو إلى تطوير منظومة تحويلات خاص بها، بالتعاون مع الصين على سبيل المثال.

عزلة مكلفة عن العالم

وفي حديث سابق مع "العربي"، اعتبر الخبير الاقتصادي لويس حبيقة من بيروت أن تنفيذ التهديد الغربي وعزل روسيا عن نظام "سويفت"، يمكن أن يجعل موسكو في عزلة عن العالم، الأمر الذي سيكلفها غاليًا.

وأكد أن الغرب لن يدع موسكو تحتل كييف "مجانًا"، مذكرًا بأن "الغرب سيتحمّل الكلفة أيضًا إذا اندلع الصراع واتُخذ هذا القرار، حيث سيتوقف التبادل التجاري والمشاريع الاستثمارية بين بعض الدول الأوروبية وروسيا".

وتحدث عن إمكانية توفير تعويضات للدول الكبرى وبدائل للدول المتضررة اقتصاديًا من طرد الدولة الروسية من "سويفت".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close