الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

يدير روسيا بعقلية كي جي بي.. زعيم الكرملين بعيون من عرفه عن قرب: "ذكي وماكر"

يدير روسيا بعقلية كي جي بي.. زعيم الكرملين بعيون من عرفه عن قرب: "ذكي وماكر"

شارك القصة

"في رواية أخرى" يستضيف كالوغين الذي يتحدث عن أسرار بوتين (الصورة: غيتي)
تشهد الأراضي الأوكرانية توغلًا للجيش الروسي بقرار آخر بالتدخل العسكري اتخذه بوتين، فماذا في أسرار هذه الشخصية التي يُقال إنه يصعب التنبؤ بنواياها؟

باردة ملامح وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لا توحي بالكثير. قليلة انفعالاته، مقارنة بأفعاله التي تحيّر الجميع، وتطرح علامات استفهام بشأن خطواته التالية.

وقد تتراوح الأفعال بين الخروج عن المألوف في استضافة الرؤساء، والاعتراف من طرف واحد باستقلال مناطق انفصالية، وصولًا إلى اتخاذ القرار بخوض الحروب.

وذاك غيض من فيض في إستراتيجية تدارك آثار "الكارثة الجيوسياسية الأكبر في القرن العشرين"، وهو توصيف بوتين نفسه، لانهيار الاتحاد السوفيتي. فالرجل بحسب تقارير، يرغب في استعادة أمجاد ذاك القطب السياسي، الذي حافظ على ثنائية توازن القوى الدولية لعقود.

وفيما كان التصعيد في الأزمة بين موسكو وكييف يبلغ أوجه، لم تتضح نوايا بوتين. توقع البعض أن يكون عقلانيًا مدركًا لمخاطر "غزو" أوكرانيا، أما آخرون فرأوا أن جائحة كورونا قد أوصلته إلى "جنون العظمة" وجعلته متهورًا في قراراته. 

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في حينه عن محللين، أن الخطوة التالية هي التي تحدّد إلى أي نوع من القادة ينتمي الزعيم الروسي.

إلى أن يبني هؤلاء خلاصاتهم في ضوء التطورات الأخيرة التي يشهدها شرق أوروبا، مع بدء روسيا هجومًا عسكريًا على جارتها، نستعيد شهادة الجنرال أوليغ كالوغين، رئيس جهاز مكافحة التجسس سابقًا في الـ"كي جي بي"، والذي عرف فلاديمير بوتين عن قرب.

وكالوغين، الذي كان له على مدى أكثر من ثلاثة عقود دور رئيس في أهم وأشهر الأحداث أيام الحرب الباردة، يُعد أحد أقرب مساعدي رئيس الـ"كي جي بي" والزعيم السوفيتي السابق يوري أندروبوف، ومشرفًا على عمليات اختراق حكومات ومسؤولي عدد من دول العالم.

وهو يعيش في الولايات المتحدة منذ عام 1992، ولم يعد إلى بلده منذ وصول بوتين إلى السلطة، حيث وصفه علانية بـ"الخائن".

"من أكبر أخطاء يلتسن"

في مقابلته مع "العربي - أخبار" ضمن برنامج "وفي رواية أخرى"، يرى كالوغين أنّ بوتين، الذي عمل تحت إشرافه في الجهاز الاستخباري السوفيتي حينما كان عميلًا، يدير روسيا حاليًا بعقلية الـ"كي جي بي" السابقة.

ويذكّر بحديث للرئيس الروسي السابق بوريس يلتسن، قال فيه إن اختياره لبوتين خليفة له "كان من أكبر أخطائه"، مشيرًا إلى أن اسم يلتسن بعد ذلك "أُزيل من معظم المنشورات الروسية المعاصرة ووُسم بالخيانة".

ويشير إلى أن بوتين "يريد أن يظهر بصورة الرجل، الذي استعاد مكانة البلاد العظيمة، ولكن ليس بالإيديولوجية الشيوعية بل عن طريق ترسيخ صورة روسيا العظمى، تمامًا مثلما حصل أيام ألمانيا النازية زمن هتلر".

وكالوغين الذي يوضح أنه يعرف عن الرئيس الروسي الكثير، يبين ضرورة معرفة أنه "رجل وحيد، ليس لديه زوجة وأن ابنتيه متزوجتان، حيث كانت واحدة تعيش في ألمانيا والأخرى في مكان ما من روسيا".

تطوّر مسيرته في قيادة روسيا

بينما يلفت إلى أن بوتين كان أحد الموظفين العاديين الذين يتبعون إدارته في سانت بطرسبرغ، يبيّن أن حياته المهنية تحسنت حينما تم اختياره من قبل عمدة سانت بطرسبرغ أناتولي سوبتشاك ليكون ضابط ارتباط.

"منذ ذلك الحين أصبح ثاني أو ثالث شخصية مهمة في سانت بطرسبرغ"، يقول كالوغين، الذي يلفت إلى أن سوبتشاك زكَّى بوتين لدى يلتسن الذي نقله في ما بعد إلى موسكو، وهكذا تطورت مسيرته في قيادة روسيا.

وينفي المسؤول السابق في المخابرات السوفيتية صحة المعلومات التي يتناقلها الإعلام الروسي الآن حول عمل بوتين في محطة "كي جي بي" في ألمانيا الشرقية.

ويقول: "إنّ بوتين عمل ضابطًا في الكي جي بي ضمن اتفاق الصداقة السوفيتية مع ألمانيا الشرقية، وإنه لم يكن في مواجهة حقيقية مع أجهزة الأمن والمخابرات الغربية".

"ذكي وماكر وغير أخلاقي"

ويلفت إلى أنه وجه انتقادات لبوتين منذ فترة طويلة، فهو يعرفه جيدًا منذ عمله معه في مكتب المخابرات، ويتفق مع المقولة القائلة بأنه: "ذكي وماكر وغير أخلاقي".

وبشأن مخاوفه على حياته من الرئيس الروسي، يقتبس مقولة تم التحدث بها داخل روسيا: "كالوغين لو كان يعيش في أوروبا أو مكان آخر لكان قد مات منذ زمن طويل، لكنه يعيش في الولايات المتحدة حيث لا يمكن فعل أي شيء له".

ويشير في هذا السياق إلى أنه لم يحصل أي اغتيال سياسي على يد السوفيت في الأراضي الأميركية. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close