إنزال مساعدات طبية جوًا إلى غزة.. هل نسق الأردن مع تل أبيب؟
أعلن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن سلاح الجو الأردني، تمكن من إيصال مساعدات طبية وأدوية عاجلة إلى قطاع غزة في وقت مبكر اليوم الإثنين.
وقال ملك الأردن في منشور له عبر منصة "إكس": "بحمد الله تمكن نشامى سلاح الجو في قواتنا المسلحة في منتصف هذه الليلة من إنزال مساعدات طبية ودوائية عاجلة جوًا للمستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة".
وتابع عبد الله الثاني: "هذا واجبنا لمساعدة الجرحى والمصابين الذين يعانون جراء الحرب على غزة. سيبقى الأردن السند والداعم والأقرب للأشقاء الفلسطينيين".
مساعدات بواسطة مظلات
وفي السياق ذاته، أكدت القوات المسلحة الأردنية في بيان، أنها أنزلت مساعداتٍ طبيةً عاجلة بواسطة مظلات للمستشفى الميداني الأردني في غزة، والذي أوشكت إمداداته على النفاد نظراً لتأخر إيصال المساعدات عبر معبر رفح.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا" عن مصدر عسكري في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية قوله: إن هذه الخطوة تأتي استمرارًا لجهود الأردن بالوقوف بجانب الأشقاء الفلسطينيين في ظل الحرب على قطاع غزة.
المستشفى الميداني الأردني
كما أكّدت القوات المسلحة الأردنية أن المستشفى مستمر في عمله رغم ما يعانيه من نقص حاد في الإمدادات ويقوم بدوره الإنساني للتخفيف من معاناة سكان القطاع.
وفي 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وجّه الملك بإبقاء المستشفى الميداني في قطاع غزة، رغم تعرضه لأضرار كبيرة من جراء القصف الإسرائيلي.
وتأسس هذا المستشفى الميداني في غزة عام 2009، ويتبع للجيش الأردني ويستقبل من 1000 إلى 1200 مريض يوميًا، وفقًا لوكالة "الأناضول".
ويدار المستشفى من خلال طواقم طبية وفنية وإدارية تبدل كل 3 أشهر بطاقم جديد، كما يزود المستشفى مع بداية كل مهمة بالمستلزمات الطبية والعلاجية لإدامة عمله، كونه يقدم خدماته بشكل مجاني.
هل تم تنسيق العملية مع إسرائيل؟
في غضون ذلك، نقلت وكالة "فرانس برس" عن ناطق باسم جيش الاحتلال قوله: إنّ عملية إنزال المساعدات الطبية جوًا إلى غزة تمّت "بالتنسيق" مع الجيش الإسرائيلي.
وأوضح الناطق الذي لم تسمه الوكالة الفرنسية: "الليلة الماضية، وبالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي، ألقت طائرة أردنية معدات طبية ومواد غذائية للمستشفى الأردني في قطاع غزة. ستستخدم الطواقم الطبية هذه المعدات لمساعدة المرضى"، حسب قوله.
وتعليقًا على هذه التطورات، أعرب الخبير في الشؤون الإسرائيلية عادل شديد في حديث مع "العربي"، عن اعتقاده بأن عملية إنزال المساعدات الطبية الأردنية في قطاع غزة عبر طائرة حربية جرت بالتنسيق مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار عادل في هذا الصدد أنه على الرغم من "غموض المسألة"، إلا أن إسرائيل غير معنية إطلاقًا بالاصطدام مع الأردن بسبب "وعي تل أبيب بأهمية العلاقة مع عمان"، على حدّ وصفه.
وكانت المملكة الأردنية استدعت الأسبوع الماضي سفيرها لدى إسرائيل وطلبت من السفير الإسرائيلي البقاء خارج البلاد، وذلك احتجاجًا على القصف الإسرائيلي لقطاع غزة، مؤكدة أن الهجمات تقتل الأبرياء وتسبب كارثة إنسانية.
وتابع الخبير في حديثه من مدينة الخليل: "القيادة الأردنية لمست نبض الشارع الأردني والشارع العربي حول عدم قدرة الأنظمة العربية على إيصال المواد الطبية والإنسانية إلى غزة، حيث كثر في الأيام الماضية الحديث عن جدوى وجود اتفاقيات سلام بين دول عربية وإسرائيل وهي غير قادرة على إدخال المواد الإنسانية".
كما يرى شديد أن إسرائيل لا تريد المواجهة لذلك من المرجّح أنها كانت على علم وتصرفت على أنها غير معنية، لأنها تعي مدى أهمية العلاقة مع الأردن حتى وإن تراجعت بعد سحب عمان لسفيرها.
ويردف شديد: "إسرائيل تعتبر العلاقة واتفاق السلام مع الأردن مصلحة إستراتيجية كبرى، وتدرك أيضًا أن توتر العلاقة مع عمان سيصب في مصلحة خصومها".