قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، اليوم الأحد، إن المعتقلين في "عيادة سجن الرملة" يعانون من ظروف صحية سيئة، في ظل إهمال طبي متعمد وحرمان من الأدوية والعلاج.
واستندت الهيئة في تقريرها الصادر اليوم، إلى معتقلَين يعانيان داخل عيادة السجن، حيث يمارس الاحتلال بحقهما سياسة القتل البطيء.
بلا علاج
والحالة الأولى هي للمعتقل إبراهيم النعانيش من مخيم طولكرم، والذي جرى اعتقاله بعد إصابته إصابات بالغة في البطن والظهر نتيجة انفجار نفذه الاحتلال.
أُجريت لإبراهيم عملية جراحية تمثلت بقص جزء من أمعائه، ولا زالت في جسده شظايا كثيرة نتجت عنها تقرحات دائمة في منطقة الظهر والقدم. ومع فقدانه الإحساس في قدميه، يتنقل على كرسي متحرك.
أما المعتقل الثاني محمد خضيرات من بلدة الظاهريّة في محافظة الخليل، فيعاني من سرطان في الغدد اللمفاوية منذ العام 2009.
وفي 5 فبراير/ شباط الماضي، أُجريت له عملية زراعة نخاع شوكي، الأمر الذي يوجب على إدارة السجن تقديم جرعات بيولوجية له، ومدّه بالدواء بشكل مستمر. لكن منذ اعتقاله، لم يقدم له أي شيء. وعلى الرغم من خطورة وضعه الصحي تم نقله إلى "سجن عوفر".
استشهاد الأسير نصر زيارة
وأمس السبت، أكدت الهيئة في بيان مشترك مع نادي الأسير الفلسطيني، استشهاد المعتقل نصر سالم سعيد زيارة (65 عامًا)، من قطاع غزة، في سجن الرملة يوم 16 أغسطس/ آب الجاري.
وأوضحت الهيئة والنادي في بيان، أنّ الشّهيد زيارة وبحسب عائلته، اعتقل في 29 ديسمبر/ كانون الأول 2023، إلى جانب نجله جهاد زيارة (37 عامًا) القابع في سجن النقب، وفقًا لما هو متوفر من معطيات.
ونقل البيان نفسه عن أسرى جرت زيارتهم في سجن الرملة، أنّ "الشهيد زيارة نقل إلى سجن الرملة قبل استشهاده بأسبوع، وكان يعاني من وضع صحي صعب جدًا، ومنها حروق في الجزء السفلي من جسده، ولم يكن قادرًا على السير على قدميه".
بدورها، أكدت عائلة الشهيد أنّه كان يعاني من مرض السكري، ومشاكل في القلب، ولم يكن يعاني من أية حروق في جسده عند اعتقاله”.
معتقلون مرضى
وحذرت الهيئة من الإخفاق الدولي المؤسساتي والرسمي تجاه المعتقلين الفلسطينيين بشكل عام والمرضى بشكل خاص، مشددة على ضرورة التدخل السريع والجدي لإجبار الاحتلال على الالتزام بالقوانين والأعراف الدولية، التي تعنى بحقوق الأسرى المرضى.
يشار إلى أن عدد المعتقلين المرضى تجاوز 800 معتقل في سجون الاحتلال، منهم مصابون بالسّرطان، والأورام بدرجات متفاوتة، بالإضافة الى مئات الجرحى، وممن يعانون جراء التعذيب منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وحتى اليوم.
وباستشهاد المعتقل زيارة، فإن عدد الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين المعلن عنهم بعد تاريخ السابع من أكتوبر، ارتفع إلى 24 شهيدًا، وهم المعلن عنهم فقط والمعروفة هوياتهم، فيما يواصل الاحتلال إخفاء هويات العشرات من الشهداء بين صفوف المعتقلين الذين ارتقوا في السجون والمعسكرات، ولا يوجد رقم نهائي ودقيق لأعدادهم حتى اليوم، هذا عدا عن معتقلين تعرضوا لعمليات إعدام ميدانية.