أبدت إيران استعدادها لاستئناف المفاوضات المتعلقة بإحياء الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة الأميركية، ودول غربية، مؤكدة عدم سعيها لامتلاك أسلحة نووية.
وقال مستشار الفريق الإيراني المفاوض، محمد ميرندي إن بلاده لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، ولو أرادت ذلك لقامت به منذ عام.
وأضاف ميرندي عبر تويتر أن طهران مستعدة لاستئناف المباحثات في ملفها النووي بغية إيصالها لنتيجة، رغم ما اعتبره "نهجًا غير واقعي ومبالغات أميركية" وغربية، عطلت المفاوضات لأشهر.
"تحد واقعي"
وتوقفت المحادثات بشأن العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 منذ سبتمبر/ أيلول. وتتهم القوى الغربية الجمهورية الإسلامية بتقديم مطالب غير معقولة بعد أن كان جميع الأطراف على وشك التوصل إلى اتفاق فيما يبدو.
ويرى الكاتب الصحفي والخبير في الشأن الإيراني محمد غروي، أن ما ذكره ميرندي هو تحد قائم منذ الانسحاب الأميركي من الاتفاق الموقع عام 2015 عبر إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب عام 2018.
ويضيف في حديث إلى "العربي"، من بيروت، أنه حتى مع عودة المفاوضات مع القوى الغربية فقد ظل التحدي الإيراني واقعًا وموجودًا.
وتحاول إيران فتح باب المفاوضات رغم طعنها بالنوايا الأميركية والغربية، فقد اعتبر وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان بعد لقائه يوم الإثنين الماضي بمسؤول الاتحاد الأوروبي المعني بتنسيق المحادثات النووية جوزيب بوريل، أن اللقاء قد يشكّل "فرصة" لتحريك المباحثات المتعثرة منذ أشهر.
#إيران تعبر عن استعدادها لعودة المفاوضات النووية رغم "النهج غير الواقعي"#العربي_اليوم تقرير: رشدي رضوان pic.twitter.com/yS2qLfHkjK
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 25, 2022
"مفاوضات عن بعد"
وجرى لقاء بوريل وعبد اللهيان على هامش القمة الإقليمية التي استضافها الأردن الأسبوع الماضي، لكن واشنطن ردّت على تلك الخطوة بالإعلان عبر منسق الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي، جون كيربي، بأن الاتفاق النووي مع إيران ليس محط تركيز الإدارة الأميركة حاليًا.
وقال كيربي إن بلاده لا تتوقع حدوث أي تقدم في الاتفاق النووي مع طهران مستقبلًا.
وتعليقًا على ذلك، يشير غروي في حديثه إلى "العربي" إلى أن التصريحات الصادرة من واشنطن أو طهران باتت تعتبر وكأنها "مفاوضات عن بعد".
ويعتبر أنه رغم بلوغ مستوى تخصيب اليورانيوم 60% قابلا للارتفاع، فإن طهران لا تسعى إلى السلاح النووي انطلاقًا من اعتباراتها الداخلية.
"قناعة داخلية"
وتراجع التركيز على الملف النووي في العلن، نتيجة الاحتجاجات اليومية التي تشهدها المدن الإيرانية منذ 16 سبتمبر/ أيلول الماضي، عقب وفاة الشابة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عامًا، والتي تمّ توقيفها من قبل شرطة الآداب المعنية بمراقبة قواعد لباس النساء.
واتهمت طهران "أعداء" تتقدّمهم الولايات المتحدة، بالضلوع في "أعمال الشغب"، مشيرة إلى أن واشنطن تضغط على إيران عبر دعم الاحتجاجات، لانتزاع تنازلات منها في الملف النووي.
ويقول غروي إن الكثيرين في إيران باتوا على اقتناع بأن المفاوضات مع الغرب لن تثمر عن نتيجة، لافتًا إلى أنّ هذه الفئة المتشددة في الداخل دومًا ما تتهم الوزير عبد اللهيان بانتهاج نهج الحكومات الإصلاحية السابقة، رغم وجود قناعة تولدت لديهم بأن الغرب استعمل الشارع الداخلي ضد الحكومة.
وبين الموقف الإيراني والأميركي تترقب إسرائيل بتوجس مسار المفاوضات، بل ودعا رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي خلال زيارته واشنطن في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إلى تفعيل الخطط العسكرية الخاصّة بمهاجمة إيران.
يأتي ذلك مع زيارة مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية طهران الأسبوع الماضي، حيث أجروا خلالها محادثات مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، دون أن تحمل زيارتهم أي شيء يذكر حول المأزق المتعلق بآثار اليورانيوم في مواقع إيرانية غير معلنة.