Skip to main content

إيران وإسرائيل في ميدان المواجهة.. ما هي احتمالات الاشتباك والتهدئة؟

منذ 2 ساعات
تعوّل حكومة بنيامين نتنياهو على دعم أميركي سياسي وعسكري لا محدود في مواجهتها مع إيران- غيتي

تتوسع هوامش الحرب، وتشير بوادرها إلى مواجهة قادمة. فالمنطقة أمام سيناريوهين اثنين: إما الاشتباك في حرب تقليدية أو غير تقليدية، وكلاهما له انعكاسات على الإقليم والسياسات الدولية.

ويقول وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بلاده تدعو دول المنطقة إلى ضرورة العمل الجماعي لوقف آلة الحرب، ومنع توسّع نطاق المواجهة، محذرًا الأمم المتحدة من استعداد إيران لرد "حازم" في حال هاجمتها إسرائيل.

حاجة ملحة لتسوية الصراع

وفي خضم هذه التحذيرات والاستعدادات، يحضر مشهد إسرائيلي يردّد بغموض أن أهدافًا إيرانية ستكون في دائرة نار تل أبيب، دون تفاصيل كثيرة، إلا أن الثابت أن الضربة قادمة.

ويضع وزير الأمن في إسرائيل هذا الوضع بموازاة المفاوضات التي تراها إسرائيل تحت النار إذا تم الذهاب إليها.

فعام الحرب كما تسميه تل أبيب تنفتح جبهاته مع وصول الجيش الإسرائيلي إلى حدود الاستنزاف بعد اكتمال عام وعشرة أيام على بدء العدوان على غزة، في ظل دعم أميركي سياسي وعسكري لا محدود.

وقال أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في القمة الأوروبية الخليجية الأولى، إنَّ الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على غزة ولبنان تؤكد الحاجة الملحة إلى تسوية شاملة للصراع، منوّهًا بالأخطار الأمنية التي يواجهها العالم في ظل استمرار الحرب.

وكانت الدوحة قد أكّدت عدم سماحها باستخدام قاعدة العديد العسكرية الأميركية لضرب أي دولة أخرى. وفي السياق نفسه، قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، إن "الأردن لن يكون ساحة للصراعات الإقليمية في المنطقة".

رسائل إيران إلى دول الجوار

وفي ضوء المساعي الدبلوماسية التي تقوم بها إيران، يشير أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة قطر، د. محجوب زويري، إلى أن زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى دول الجوار تتضمن "ثلاثة أبعاد أساسية؛ أولها إرسال رسائل بأن إيران غير معنية بالمواجهة العسكرية مع إسرائيل.

كما يسعى عراقجي لأن يقول للعالم إن إيران مندمجة في إقليمها وغير معزولة. كذلك، تريد إيران القول للعالم إن ما يروّجه الأميركي والإسرائيلي بأن إيران غير مرغوب بها في المنطقة هو غير صحيح، بحسب زويري.

وفي حديث إلى التلفزيون العربي من الدوحة، يعتبر زويري أن إيران تريد أيضًا التأكيد بأنها "قادرة على الرد والدفاع عن حدودها وسيادتها، كما فعلت سابقًا".

ويرى زويري أنه من الملفت أن عراقجي بدأ جولته إلى أكثر من عشرة دول من بيروت.

كما يشير إلى أن إيران خرجت لمواجهة إسرائيل عندما أرادت هذه الأخيرة ذلك، اعتقادًا منها أن ذلك قد يدفع تل أبيب لإعادة حساباتها، لافتًا إلى "أهمية الجغرافيا السياسية التي قد تدفع بعض الدول لمساعدة إسرائيل".

لذا تطلب إيران من الدول التي شملتها جولة وزير الخارجية الإيراني عدم مساعدة إسرائيل في حال شنّت هجومًا على إيران، عبر السماح باستخدام أجوائها، بحسب أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة قطر.

ويلحظ أن ما سيتحكم بموقف الدول المجاورة لإيران هو علاقاتها مع الولايات المتحدة ونظرتها إلى مستقبل المواجهة بين إيران وإسرائيل، ما يفرض عليها "الموازنة" بين مواقفها التقليدية من إيران وما يفعله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في غزة، وبين علاقتها مع واشنطن.

ضربة إسرائيلية "قوية" 

من جهته، يعتبر الباحث في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت أن "إسرائيل تحضّر لضربة قوية على إيران".

ويشير في حديث إلى التلفزيون العربي من عكا إلى أن التصريحات التي تصدر عن مسؤولين إسرائيليين سياسيين وعسكريين تؤكد أن "الضربة المحتملة ستكون قوية".

لكن شلحت يربط الخطوة الإسرائيلية بعدة شروط، أهمها الموقف الذي تتبناه الولايات المتحدة، بالإضافة إلى شروط وجهتها دول عربية مباشرة أو بواسطة الولايات المتحدة.

ويوضح الباحث في الشأن الإسرائيلي أنه استنادًا لما يُنشر في الإعلام العبري، "يبدو أن الإدارة الأميركية اشترطت عدم ضرب أي منشآت نووية أو منشآت اقتصادية، ولاسيما تلك النفطية".

وإذ يلفت شلحت إلى أن "القرار الإسرائيلي بالرد على إيران قد اتخذ"، يعتبر أن الرد "بات مسألة وقت وسط تلميحات لاحتمال استهداف منشآت عسكرية".

كما يشير الباحث إلى اجتهادات إسرائيلية تقول إنه على الرغم من المؤشرات القوية لخضوع إسرائيل للشروط الأميركية، "يمكن لتل أبيب أن تتحدى هذه الشروط".

التزام أميركي تجاه إسرائيل

وفي ظل ضوء أخضر أميركي لضربة إسرائيلية على إيران، يعتبر رئيس وحدة إيران في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سابقًا، نورمان رول، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لديها التزامان أساسيان: الدفاع عن إسرائيل، والقيام بكل ما بوسعها لاحتواء تصعيد النزاع في المنطقة.

وفي حديث إلى التلفزيون العربي من واشنطن، يلفت رول إلى أن الأسبوع الماضي شهد نشاطًا دبلوماسيًا مكثفًا، حيث "يبدو أن الولايات المتحدة قد أقنعت إسرائيل بتخفيض نطاق هجومها المرتقب على إيران".

لكن رول يسلط الضوء على "اختلافات بين الجانبين لجهة هدف الهجوم، حيث تريد إسرائيل أن تعاقب النظام الإيراني على نحو وخيم بسبب الهجوم الصاروخي الذي شنّته طهران قبل أسابيع".

وفي الوقت نفسه، يرجّح رئيس وحدة إيران في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سابقًا أن الضربة الإسرائيلية المرتقبة "ستكون قوية"، على الرغم من عدم تفوق إسرائيل تكنولوجيًا على إيران، لكنه يرى أن لدى تل أبيب أدوات مختلفة، طارحًا سلسلة احتمالات منها هجوم بالطائرات أو الصواريخ أو حتى هجوم سيبراني، مشيرًا في الوقت نفسه إلى عدم امتلاك طهران للدفاعات العسكرية المناسبة.

المصادر:
التلفزيون العربي
شارك القصة