نائبة توبخ رئيسة البرلمان الأوروبي بسبب الكوفية الفلسطينية.. ماذا حصل؟
منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة منذ أكثر من عام والمجتمع الدولي والمؤسسات المدنية والبرلمانية في دول العالم تقف متفرجة على المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، إلا أن أصواتًا داخل هذه المؤسسات شكلت حالة رفض لهذا الصمت واستمرت بالمطالبة بوضع حد لإسرائيل رغم مهاجمتها.
ففي أوروبا وأميركا لا يقف الأمر عند سكوت وصمت المشرعين والمتنفذين على استمرار الإبادة الجماعية في غزة، بل يتعدى محاولات تهميش ومهاجمة الأصوات المعارضة والانحياز الكامل لإسرائيل، لكن أحدهم حاول أن يتمرد على هذا الواقع في البرلمان الأوروبي.
وبدأت القصة عندما أجبرت رئيسة البرلمان الأوروبي كاترينا بارلي النائبة ريما حسن على خلع كوفيتها في إحدى جلسات البرلمان قبل نحو شهر، باعتبار أن جلسة البرلمان ليست مكانًا لاستعراض الرموز، كما تقول بارلي.
يومها انتشرت حملة تضامنية مع النائبة الفرنسية من أصول فلسطينية ريما حسن بسبب مواقفها الثابتة بشأن القضية الفلسطينية، لكن نائبة إسبانية تدعى إيرين مونتيرو وتعرف بتضامنها مع القضية الفلسطينية لم تنس موقف رئيسة البرلمان الأوروبي وانتظرت ثلاثة أسابيع لترد عليها.
"حجم الانحطاط السياسي"
وبدأت النائبة الثلاثينية إيرين مونتيرو ووزيرة المساواة في إسبانيا كلمتها داخل البرلمان بمخاطبة رئيسته بارلي، وقالت لها: "لا أعرف إن كنت تدركين حجم النفاق والبؤس والانحطاط السياسي الذي ينطوي عليه انزعاجك من أن تلبس زميلتنا ريما كوفية في الجلسة العامة أكثر من انزعاجك من تواطؤ أوروبا في إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني".
وأضافت: "لست أدري إن كنت تدركين حجم النفاق والبؤس والانحطاط السياسي سيدتي الرئيسة الذي ينطوي عليه انزعاجك من أن تلبس زميلتنا ريما كوفية في الجلسة العامة أكثر من انزعاجك من تواطؤ أوروبا على إبادة جماعية للشعب الفلسطيني".
وتابعت: "لماذا لا تمارسون حظرًا كاملًا على الأسلحة؟ لماذا تحافظون على الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية مع القتلة؟ لماذا تمولون نظام الفصل العنصري؟ لماذا لا ترفعون أمر نتنياهو إلى القضاء؟ لماذا تجرمون حركة التضامن مع فلسطين؟".
"حملة من الكراهية"
وكانت النائبة الفرنسية ريما حسن قد واجهت حملة من الكراهية من قبل الأوساط الداعمة لإسرائيل داخل فرنسا بسبب استخدامها توصيف "الإبادة" بخصوص ما يحدث في غزة، وأنها لم تعتبر ما حدث في 7 أكتوبر "عملية إرهابية".
وقد شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلًا واسعًا معها.
فقالت إيزابيل سافوي: "لولا تواطؤ الولايات المتحدة وأوروبا، لم يكن نتنياهو ليرتكب هذه الإبادة الجماعية خلال الأشهر 12 شهرًا".
وكتبت هالة حازم: "رغم المأساة التي تعيشها غزة. من الجميل أن نرى أشخاصًا يتمتعون بقلوب طيبة وإنسانية ورحمة مثل هذا النائب المحترم. شكرًا لك سيدتي".
من جهته، كتب هكتور كولي: "أتمنى أن تتحرك محكمة العدل الدولية في أسرع وقت ممكن وترسل فريق شرطة دولي لاعتقال بنيامين نتنياهو والقيادة العسكرية بأكملها العازمة على تنفيذ إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية وإسرائيل".