الجمعة 20 Sep / September 2024

إيران والقاعدة... عداوة أم صداقة؟

إيران والقاعدة... عداوة أم صداقة؟

شارك القصة

إيران والقاعدة... عداوة او صداقة؟
جدل حول تصريحات بومبيو بشأن إيران والقاعدة. (Getty)
تصريحات وزير الخارجية الأميركي عن أن إيران هي "أفغانستان الجديدة" تفاجئ المراقبين رغم ان اتهامات وُجهت لطهران على مدى سنوات بالتعاون مع تنظيم القاعدة رغم الخلافات الإيديولوجية الشاسعة بينهما.

واجهت إيران على مدى سنوات إتهامات بالتعاون مع تنظيم القاعدة رغم الخلافات الإيديولوجية الشاسعة بينهما، لكن في حين تلاقت مصالحهما في بعض الأحيان، تبقى العلاقة بينهما مشوبة بالتشكيك وعدم الثقة، حسب محللين.

وفاجأت تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو التي جاءت قبل أسبوع فقط من مغادرة الرئيس دونالد ترمب منصبه  أن إيران هي "أفغانستان الجديدة" لمقاتلي القاعدة، المراقبين الذين قالوا إنه ليس هناك دليل على استخدام البلاد قاعدة للتنظيم.

وصرح بومبيو علنًا للمرة الأولى أن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة عبد الله أحمد عبد الله المعروف باسم أبو محمد المصري، اغتيل في طهران في آب/أغسطس ليدعم معلومات تفيد أن إيران قدّمت في بعض الأحيان ملاذًا للمتطرفين.

نظريًا، إيران وتنظيم القاعدة متعاديان عقائديًا. فالأولى تشكّل الثقل الإقليمي الفارسي الذي يقوده الإسلام الشيعي، والثاني مستوحى من رؤية متشددة للإسلام السني ويهيمن عليه العرب.

ورفضت طهران باستمرار اتهامات بارتباطها بالقاعدة. وقد اتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بومبيو "بإنهاء حياته المهنية الكارثية بمزيد من الأكاذيب التي تنم عن نزعة حربية".

"شكوك متبادلة"

ويصف الأستاذ في جامعة جورج تاون دانيال آل بايمان العلاقة بين إيران والقاعدة بأنها "مضطربة وتشوبها شكوك متبادلة".

ويقول "بشكل عام هناك تعاون وإيران توفر ملاذًا آمنًا إلى حد ما". مضيفاً أن طهران، "فرضت قيودًا على القاعدة رغم أنها أمنت لها ملاذًا".

ورأى بايمان أن إيران يمكن أن تكون مستعدة لتسليم عناصر القاعدة إلى الولايات المتحدة لمحاكمتهم إذا خفّت حدة التوتر، لكنه قال إنه من الواضح أن هذا غير مرجح في أجواء الخلافات الحالية بين البلدين.

وأكد بايمان أن إيران وحسب المناخ السياسي "ستكون سعيدة ببيع القاعدة ولكن فقط لقاء الثمن المناسب".

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن بومبيو نجح في "إرباك مسؤولي مكافحة الإرهاب" بتعليقاته وقال بعضهم إن تأكيداته "تبدو وكأنها تمثل استنتاجاته التحليلية الخاصة" بدلًا من استنتاجات الاستخبارات الأميركية.

ورأى الباحث في "معهد الدراسات الاستراتيجية الوطنية" ومقره واشنطن برايس لويدولت أن "العلاقة بين القاعدة وإيران منذ الحادي عشر من سبتمبر/ايلول تأرجحت بين فترات عداء وتكيف حذر".

وجاءت تعليقات بومبيو وسط تكهنات بأن إدارة ترامب في أيامها الأخيرة، قد تذهب إلى حد إصدار الأمر بضربة ضد إيران حتى في الوقت الذي يفكر فيه الرئيس المقبل جو بايدن في العودة إلى الاتفاق النووي الموقع في 2015.

لقاء الثمن المناسب

لكن بعض المحللين يستشهدون ببيانات استخبارية بما في ذلك وثائق عُثر عليها في مخبأ أسامة بن لادن الأخير في باكستان ليؤكدوا أن الاتصالات كانت قائمة بين القاعدة وإيران منذ عقود.

لكن أهم مساعدة إيرانية كانت توفير ملاذ لقادة الناشطين عبر الحدود من أفغانستان بينما ارتبط وضع العلاقات بالمناخ السياسي.

وجاء قتل عبد الله في طهران الذي أفادت معلومات أن عملاء للموساد الإسرائيلي قاموا بتنفيذه بأمر من الولايات المتحدة على الرغم من أن بومبيو لم يؤكد ذلك، ليكشف من جديد وجود أعضاء من القاعدة في إيران.

وقال لويدولت إنه بعد 11 سبتمبر/ايلول 2001، لجأ العديد من كوادر القاعدة من أفغانستان إلى إيران، لكن لم تكن هناك يومًا علاقة سهلة وهذا ما أدى إلى موجة اعتقالات في 2002 و2003.

وكتب لويدولت في مقال لـ"مجلة دراسات الصراع والإرهاب" (ستاديز اين كوفليكت اند تيروريسم جورنال) أن "رغبة إيران في قبول وجود أعضاء القاعدة لم يأت من دون شروط".

وقال باراك مندلسون الأستاذ المشارك في جامعة هافرفورد كوليدج في بنسلفانيا إن "العلاقة بين القاعدة وإيران صمدت ليس بوجود ثقة بل بالتهديد المتبادل وبقدرة كل جانب على إيذاء الآخر إذا خرج عن المبادئ المتفق عليها للعلاقة".  

تابع القراءة
المصادر:
"فرانس برس"