Skip to main content

اتهامات بالمماطلة.. ماكرون أمام تحدي إعادة تحريك العجلة السياسية

الأربعاء 21 أغسطس 2024
دعا ماكرون القادة السياسيين والبرلمانيين إلى مشاورات في قصر الإليزيه لتشكيل الحكومة - رويترز

بعد 6 أسابيع على انتخابات مبكرة أفرزت جمعية وطنية بدون غالبية واضحة، يُواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحديات على عدة جبهات، وسط اتهامات بالمماطلة.

ويتحتّم عليه احتواء تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة" اليساري، وتعيين رئيس وزراء يُشكّل حكومة جديدة، والتحضير للدورة الجديدة من الحياة السياسية، وإعداد الميزانية المقبلة.

ومع انتهاء "الهدنة السياسية" التي أعلنها خلال "أولمبياد باريس 2024" بين 26 يوليو/ تموز الماضي و11 اغسطس/ آب الحالي، انتظر ماكرون حتى تنقضي مراسم إحياء الذكرى الـ80 لتحرير منطقة بروفانس، قبل أن يدعو القادة السياسيين والبرلمانيين إلى مشاورات في قصر الإليزيه، قبل موعد دورة الألعاب البارالمبية بين 28 أغسطس/ آب الحالي و8 سبتمبر/ أيلول المقبل.

وبعد أكثر من 6 أسابيع على الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية، لا يزال غابريال أتال على رأس الحكومة، حيث تمّ تكليفه منذ 16 يوليو/ تموز الماضي بتصريف الأعمال.

وقام أتال بتوجيه الرسائل التي تُحدّد سقف الأموال والوظائف الممنوحة لكل وزارة، في مبادرة أوضح مكتبه أنّ هدفها السماح للفريق الحكومي المقبل بوضع ميزانية، فيما ندّد اليسار بـ"فضيحة حقيقية" وخطوة "مذهلة"، منتقدًا الاستمرار في سياسة "التقشّف".

وهذه هي المرة الأولى التي يأخذ فيها رئيس فرنسي هذا الوقت الطويل لتعيين رئيس حكومة بعد انتخابات تشريعية، كما لم يسبق أن تشكّلت جمعية وطنية مشرذمة إلى هذا الحد بدون أن تتبلور فيها أي غالبية،ّ ما حمل أحد المفاوضين على وصفها بأنّها "جمعية خارجة تمامًا عن تقاليد الجمهورية الخامسة، لا أحد يعرف حقًا كيف يقاربها".

متى تتشكّل الحكومة المقبلة في فرنسا؟

ويفتتح ماكرون اجتماعاته صباح الجمعة المقبل، مع "الجبهة الشعبية الجديدة" ومرشّحتها لرئاسة الحكومة لوسي كاستيه، على أن يلتقي بعد الظهر "اليمين الجمهوري" بقيادة لوران فوكييه.

ويستقبل الثلاثاء المقبل، زعيمَي اليمين المتطرف مارين لوبن وجوردان بارديلا ورئيس حزب الجمهوريين (يميني) إريك سيوتي، الذي تحالف مع "التجمع الوطني" ما تسبّب بأزمة كبرى داخل حزبه، مع العلم أنّ اليمين المتطرّف لا ينوي إطلاقًا المشاركة في أي حكومة ائتلافية.

وأبلغ مكتب الرئاسة أنّ تعيين رئيس للوزراء "سينبثق عن هذه المشاورات واستخلاصاتها".

ومن جانب اليسار، تجري هذه المشاورات بالتزامن مع تنظيم "الجامعات الصيفية"، التجمعات التقليدية للشباب والناشطين اليساريين. وتُلقي كاستيه كلمات في مختلف تجمّعات أحزاب اليسار، حيث توجّه عشية الاجتماع في قصر الإليزيه خطابًا أمام البيئيين، ثم ليلة لقائها مع ماكرون أمام الشيوعيين، والسبت أمام حزب "فرنسا الأبية" (يسار راديكالي).

ويُشكّل هذا المنبر وسيلة لتشديد الضغط على ماكرون، رغم الخلافات الإستراتيجية بين مكوّنات الجبهة الشعبية الجديدة، لا سيما بشأن تلويح زعيم "فرنسا الأبية" جان لوك ميلانشون بعزل الرئيس، في موقف يُعارضه شركاؤه.

أي شخصية يمكنها تولّي تشكيل الحكومة؟

وبينما يرفض ماكرون تكليف الجبهة الشعبية الجديدة لرئاسة الحكومة، من منطلق أنّ "حكومة برئاسة كاستيه تضم أعضاء من فرنسا الأبيّة ستتعرض لحجب الثقة"، لا يُجازف المعسكر الرئاسي الوسطي بتقديم مرشح، في وقت استبعد الجمهوريون اليمينيون بصورة قاطعة احتمال إبرام اتفاق حكومي.

غير أنّ أطرافًا أخرى تُبدي المزيد من الانفتاح، وتُطرح في هذا السياق أسماء من عدة توجهات، وصولًا إلى وسط اليسار.

وقال مسؤول في المعسكر الرئاسي إنّ "الرئيس اختبر لدى محاورين" أسماء وزراء سابقين أمثال كزافييه برتران، وجان لوي بورلو، وميشال بارنييه، وبرنار كازنوف.

في غضون ذلك، بدأت الأنظار تتّجه إلى الميزانية التي ينبغي عملًا بالدستور تقديمها إلى البرلمان في مطلع أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، ما يحتّم التداول بشأنها في مجلس الوزراء في نهاية سبتمبر/ أيلول، الأمر الذي يتطلب أولًا تشكيل حكومة.

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة