اتهامات متبادلة.. نتنياهو يطلب التحقيق بعد الإفراج عن أبو سلمية
أوعز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الإثنين، بإجراء تحقيق بشأن إطلاق سراح مدير مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة محمد أبو سلمية، وقال إنه لم يكن على علم بالقرار.
وصباح الإثنين، أطلقت إسرائيل سراح أبو سلمية بعد اعتقاله في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وذلك ضمن 54 أسيرًا أفرجت عنهم، بسبب الاكتظاظ في سجونها، وفق صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
جدل في إسرائيل بعد إطلاق سراح أبو سلمية
وأبو سلمية هو طبيب أطفال فلسطيني بارز، تولى منصب المدير الطبي لمستشفى النصر عام 2007، ثم تولى إدارة مستشفى الرنتيسي عام 2015، وبعدها أصبح مديرًا لمستشفى الشفاء عام 2019 حتى اعتقاله.
وأرجع "الشاباك" قرار إطلاق سراح أبو سلمية إلى حالة الاكتظاظ في السجون، محملًا وزارة الأمن القومي، برئاسة إيتمار بن غفير، المسؤولية عن عدم اتخاذ خطوات لزيادة الأماكن في السجون.
وعلى وقع تبادل اتهامات بين الأجهزة الأمنية والمسؤولين في إسرائيل، حول إطلاق سراح أبو سلمية، اعتبر مكتب نتنياهو في بيان أن الإفراج عن أبو سلمية "خطأ جسيم وفشل أخلاقي"، زاعمًا أن "هذا الرجل الذي قُتل واحتُجز مختطفونا تحت مسؤوليته (في إشارة لاحتجاز إسرائيليين في قطاع غزة)، مكانه في السجن"، حسب قوله.
وبحسب البيان، "أمر نتنياهو صباح اليوم (الإثنين)، بإجراء تحقيق شامل في كيفية حدوث ذلك، ومن المتوقع أن يقدم (رونين بار) رئيس الشاباك (جهاز الأمن العام) الاستنتاجات في اليوم التالي".
وأوضح البيان أنه "تم اتخاذ القرار دون علم المستوى السياسي أو رؤساء الأجهزة (الأمنية)".
وختم بالقول: "من أجل منع تكرار مثل هذا الحادث مرة أخرى، وجه رئيس الوزراء بتشكيل فريق يقوم بفحص هويات المعتقلين الذين تم الانتهاء من التحقيق معهم قبل إطلاق سراحهم".
"حالة فوضى في الحكومة"
وفي أول تعليق له حول الإفراج عن أبو سلمية، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتشدد إيتمار بن غفير عبر منصة إكس إن "الإفراج عن مدير مستشفى الشفاء الطبي في غزة إلى جانب عشرات الإرهابيين الآخرين، تنازل عن الأمن"، حسب تعبيره.
من جهته، اعتبر زعيم المعارضة يائير لابيد، عبر منصة "إكس"، أن ما يجري هو تعبير عن حالة الفوضى في الحكومة.
وفي وقت سابق الإثنين، أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن بالغ قلقه إزاء حياة وسلامة مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة، وذلك على خلفية عاصفة ردود الفعل العنيفة في الحكومة الإسرائيلية بشأن الإفراج عنه.
وأبدي المرصد الأورومتوسطي في بيان، خشيته من خطر بالغ على حياة الطبيب أبو سلمية، محذرًا من احتمال إعادة اعتقاله أو استهدافه وقتله بشكل مباشر ومتعمد، على إثر حملة التحريض التي أطلقها كبار المسؤولين الإسرائيليين ضد إطلاق سراحه.