يجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي اليوم وغدًا في العاصمة الرومانية، لمناقشة مواضيع شتّى أبرزها دعم الحلف لأوكرانيا في التصدّي للحرب الروسية المستمرة منذ 24 فبراير/ شباط الماضي.
وستُعلن واشنطن خلال هذا الاجتماع عن تقديم مساعدة مالية "كبيرة" لكييف للتخفيف من وطأة الأضرار التي سبّبها القصف الروسي لشبكة الطاقة الأوكرانية.
وطالبت كييف بمحوّلات كهربائية ودفاعات جوية محسّنة لصدّ الضربات الجوية الروسية على البنية التحتية للطاقة.
يأتي ذلك، بينما يستمرّ القصف الروسي على المدن الأوكرانية، وخاصة خيرسون؛ حيث أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن القوات الروسية قصفت 30 منطقة في إقليم خيرسون، 258 مرة الأسبوع الماضي.
والأربعاء الماضي، أطلقت روسيا أحدث وابل من الضربات الصاروخية على البنية التحتية الأوكرانية، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي بجميع أنحاء البلاد.
وخلال هذا الشهر، انسحبت القوات الروسية من الضفة الغربية لنهر دنيبرو، لكنها تقصف البلدات والقرى، بما في ذلك مدينة خيرسون، من مواقع جديدة على الضفة المقابلة.
وقال زيلينسكي في خطابه الليلي المصوّر: إن القوات الروسية ألحقت الأضرار بمحطة ضخ توفّر المياه لمدينة ميكولايف، في شمال غرب خيرسون.
وحذّر زيلينسكي من هجمات صاروخية جديدة قد تشنّها روسيا على بلاده، داعيًا قواته والمواطنين للاستعداد.
دعوات أوكرانية لزيادة الدعم الغربي
بدوره، أكد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، أمام تجمع يضم سبعة من وزراء خارجية دول الشمال الأوروبي ودول البلطيق زاروا كييف أمس، أن بلاده بحاجة إلى محولات كهربائية ودفاعات جوية محسّنة لصد الضربات الجوية الروسية على البنية التحتية للطاقة.
وجاءت تصريحات الوزير الأوكراني، في الوقت الذي يسعى فيه عمال المرافق في البلاد لاستعادة الطاقة والخدمات الأخرى في أعقاب الهجمات الروسية الأخيرة الأسبوع الماضي.
وقال كوليبا، في مؤتمر صحفي محاطًا بمسؤولين من إستونيا، وفنلندا، وأيسلندا، ولاتفيا، وليتوانيا، والنرويج، والسويد: "لاستعادة النظام، نحتاج إلى شيئين: نحن بحاجة إلى محولات. هذا هو أكبر عنصر يتعيّن استعادته في البنية التحتية للطاقة. ونحتاج إلى دفاع جوي يسمح لنا بإسقاط الصواريخ الروسية التي تستهدف بنيتنا التحتية".
#أوكرانيا تعوّل على استمرار الدعم الغربي لها لصد الهجمات الروسيةhttps://t.co/5WNnsRuqsG
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 28, 2022
وأصدر الوزراء بيانًا مشتركًا بعد محادثاتهم، دعوا فيه إلى بذل جهود لتحسين الدفاعات الجوية الأوكرانية، معتبرين أن "مبادئ السيادة وتساوي جميع الدول سيكونان تحت التهديد، ما لم تُواجه روسيا برد حازم على هجماتها".
بدوره، قال وزير الخارجية الإستوني أورماس راينسالو: إن على الدول الغربية تعزيز دعمها لكييف، داعيًا إلى حزمة أقوى من العقوبات على روسيا، وفرض عزلة أكبر على موسكو، وإنشاء "محكمة دولية بشأن جريمة العدوان" الذي شنته روسيا.
دعم أميركي طارئ
إلى ذلك، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية: إنّ المساعدة التي ستقدّم لأوكرانيا، والتي سيعلن عنها بالتفصيل وزير الخارجية أنتوني بلينكن "ستكون كبيرة، وهذه ليست النهاية".
ولم يحدّد المسؤول في حديث إلى وكالة "رويترز" قيمة هذه المساعدة، مكتفيًا بالقول: إنّ إدارة جو بايدن خصّصت 1.1 مليار دولار لدعم قطاع الطاقة في أوكرانيا ومولدافيا.
وأوضح أنّ هذه المساعدة الطارئة تندرج في إطار التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر دولي للمانحين بشأن "دعم المقاومة المدنية الأوكرانية" سيُعقد في فرنسا في 13 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
واعتبر المسؤول الأميركي أن "الروس يستهدفون تحديدًا محطات المحولات العالية الجهد" وليس محطات إنتاج الطاقة فحسب، وذلك بهدف تعطيل السلسلة بأكملها من الإنتاج إلى التوزيع.
من جهتها، دعت ألمانيا التي تترأّس مجموعة السبع إلى اجتماع سيُعقد عصر اليوم على هامش اجتماع الحلف، لبحث أزمة الطاقة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا.
ووفقًا للمسؤول الأميركي، فإنّ الولايات المتّحدة ستدعو خلال هذا الاجتماع الدول الأخرى إلى تعزيز مساعداتها في هذا المجال.
وكانت كارين دونفريد، مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأوروبية، قالت للصحافيين الإثنين: إنّ اجتماع بوخارست سيكون أيضًا مناسبة لتسليط الضوء على "التماسك والوحدة الملحوظين" للحلف الأطلسي منذ بداية الحرب على أوكرانيا.