تتوالى ردود الفعل العالمية الرافضة لشنّ إسرائيل عملية عسكرية في رفح، بعدما أعلنت تل أبيب استعدادها لتنفيذ عملية واسعة في المنطقة التي تضم 1.3 مليون نازح جنوبي قطاع غزة.
فقد وصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أمس الإثنين، الهجوم الإسرائيلي المحتمل على رفح "بالأمر المرعب" بسبب الخطر الكبير على أرواح مئات آلاف المدنيين، داعيًا العالم "لعدم السماح بذلك".
بدوره، انتقد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلًا إنه لا يصغي لمناشدات تطالبه ببذل مزيد من الجهود لحماية المدنيين.
كذلك رأت كندا أن الهجوم الإسرائيلي البري المحتمل على رفح "سيكون مدمرًا بالنسبة للفلسطينيين"، لتنضم بذلك إلى دول عديدة حثت إسرائيل على عدم اجتياح المنطقة.
الأمم المتحدة تناشد منع اجتياح رفح
وفي التفاصيل، أصدر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك بيانًا يوم أمس حذّر فيه من أن الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح حيث يوجد حوالي 1.5 مليون فلسطيني على الحدود مع مصر دون أي مكان آخر يفرون إليه "أمر مرعب".
وأضاف: "بالنظر إلى المذبحة التي وقعت حتى الآن في غزة، فمن الممكن أن نتصور تمامًا ما ينتظرنا في رفح"، منبّهًا أيضًا من أن التوغل في رفح قد يعني أيضًا نهاية "المساعدات الإنسانية الهزيلة" بينما يوجد مئات الآلاف المعرضين لخطر المجاعة.
وأوضح المسؤول الأممي أن "احتمال تنفيذ مثل هذه العملية في رفح يخلق خطرًا إضافيًا بوقوع جرائم فظيعة في ظل الظروف الحالية"، داعيًا الاحتلال الإسرائيلي إلى الالتزام بالقرارات التي أصدرتها محكمة العدل الدولية في يناير/ كانون الثاني الماضي، التي تقضي بمنع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين.
وأردف تورك: "يجب على العالم ألا يسمح بذلك (الهجوم على رفح). يجب التوصل إلى وقف لإطلاق النار على الفور. ويجب إطلاق سراح جميع الرهائن.. يجب أن يكون هناك تصميم جماعي متجدد للتوصل إلى حل سياسي".
سخط أوروبي من نتنياهو
من جانبه، دعا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الولايات المتحدة وغيرها إلى تقليص المساعدات العسكرية لإسرائيل.
وأشار بوريل إلى تصريح للرئيس الأميركي جو بايدن قال فيه إن رد إسرائيل على هجوم حركة "حماس" في 7 أكتوبر "تجاوز الحد"، وغيره من المسؤولين الأميركيين والغربيين الذين ينددوا بالأعداد الكبيرة للضحايا المدنيين في غزة.
وقال بوريل للصحفيين في بروكسل: "إذا كنتم تعتقدون أن عددًا كبيرًا للغاية من الناس يقتلون، فربما يتعين عليكم تقليل إمدادات الأسلحة لمنع قتل هذا العدد الكبير جدًا من الناس.. إذا كان المجتمع الدولي يعتقد أن هذه مذبحة.. ربما يتعين إعادة التفكير في تقديم الأسلحة".
كذلك انتقد بوريل بشدة أيضًا في تصريحاته رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلًا إنه "لا يصغي لمناشدات تطالبه ببذل مزيد من الجهود لحماية المدنيين".
وتساءل المسؤول الأوروبي: "الجميع يذهبون إلى تل أبيب متوسلين من فضلكم لا تفعلوا هذا احموا المدنيين، لا تقتلوا هذا العدد الكبير. فكم هو العدد الذي يعد مفرطًا؟ ما المعيار؟ .. نتنياهو لا ينصت لأحد".
أما عن دعوة نتنياهو لإجلاء المدنيين من رفح وهي آخر ما تبقي للسكان من القطاع ليلوذوا به، تساءل السياسي الإسباني مستغربًا: "سيقومون بالإجلاء؟ إلى أين؟ إلى القمر؟ إلى أين سيجلون هؤلاء الناس؟".
كندا قلقة من اجتياح رفح
وبعدما حثت عدّة دول الاحتلال الإسرائيلي على عدم اجتياح المنطقة الجنوبية الحدودية لقطاع غزة، انضمت كندا لهؤلاء منبهةً من أن الهجوم البري المحتمل على رفح سيكون مدمرًا بالنسبة للفلسطينيين.
جاء ذلك على لسان وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي التي قالت للصحفيين: "أنا قلقة للغاية إزاء ما يحدث في غزة وخصوصًا رفح. العملية ستكون مدمرة. وهي مدمرة للفلسطينيين وكل من يسعون للاحتماء".
وأضافت: "ما تطلب منهم حكومة نتنياهو أن يفعلوه، وهو المغادرة مرة أخرى، غير مقبول. لأنه ليس لديهم مكان يذهبون إليه ولهذا السبب نحتاج إلى وقف العنف الآن".
وكان الموقف الكندي من العدوان الإسرائيلي على غزة يتمثل بدعم رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو لإسرائيل في "الحق في الدفاع عن نفسها" عقب "طوفان الأقصى"، لكنه شدد لهجته تدريجيًا تجاه تل أبيب مع ارتفاع عدد الشهداء المدنيين في غزة.