اتهمت حركة "النهضة" التونسية، الأحد، "عصابات إجرامية" بالاعتداء على مقرات لها، معتبرة أنها "مدعومة من خارج البلاد ومن داخلها"، بهدف "الإطاحة بالمسار الديمقراطي وتعبيد الطريق أمام عودة القهر والاستبداد".
وقالت "النهضة"، صاحبة أكبر كتلة برلمانية (53 نائبًا من 217)، في بيان: "عمدت اليوم مجموعات فوضوية، ساءها الفشل في إقناع الرأي العام بخياراتها الشعبويّة وغير الديمقراطيّة، إلى الاعتداء على بعض مقرات الحركة بالبلاد وترهيب المتواجدين داخلها وتهديدهم في حياتهم".
وأظهرت مقاطع مصورة، نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، مجموعات تقتحم وتحرق مقرات للحركة في مناطق عديدة.
وأدانت "النهضة" ما وصفتها بـ"العصابات الإجراميّة التي يتمّ توظيفها من خارج حدود البلاد ومن داخلها للاعتداء على مقرات الحركة ومناضليها وإشاعة مظاهر الفوضى والتخريب، خدمة لأجندات الإطاحة بالمسار الديمقراطي وتعبيد الطريق أمام عودة القهر والاستبداد".
واعتبرت الحركة أن "الحملة الإعلامية المسعورة لبعض المواقع الإعلامية الأجنبية والمحلية المحرضة على العنف دليل قاطع على توظيف العصابات الإجرامية من خارج الحدود وداخلها في هذه الاعتداءات".
وأكدت "النهضة" أن هذه "الاعتداءات الإجراميّة على مقراتها وعلى مناضليها لن تزيدها إلا تمسكا بالمسار الديمقراطي وقيم الجمهورية والشراكة الوطنيّة والعدالة الاجتماعيّة، وهذه الأعمال الإرهابية لن تثنيها عن خدمة التونسيين والانحياز إلى مصالحهم".
وتوجهت بالشكر إلى "الأجهزة الأمنية التي تصدت لهذه التجاوزات وسارعت إلى حماية الممتلكات الخاصة والعامة من الاعتداءات والتخريب".
وتظاهر اليوم آلاف التونسيين ضد قادتهم، فيما تواجه البلاد أزمة صحية غير مسبوقة بسبب تفشي فيروس كورونا وصراعات على السلطة.
وردد المعنصمون شعارات معادية للتشكيلة الحكومية، ورئيس الوزراء هشام المشيشي وهتفوا "الشعب يريد حل البرلمان". كذلك، حملوا لافتات كتب عليها "تغيير النظام".
عناصر يسارية متطرفة
القيادي في حركة النهضة عبد اللطيف مكي اتهم "أطرافًا مجهولة" بالحشد لهذا اليوم من أجل اقتحام البرلمان، لافتًا إلى أنها فشلت بعد عدم انضمام الشعب لها في تحركات اليوم.
وقال مكي لـ"العربي" من تونس: "الناس تؤمن بالرغم من الوضع الصعب الذي تعيشه، بالتغيير السلمي عبر القنوات السلمية والديمقراطية، لكن هذه المجموعات أرادت ممارسة العنف ضد مقرات النهضة".
وأضاف: "بحسب مصادرنا فإن هناك عناصر يسارية متطرفة، وعناصر قومية متطرفة، وعناصر معروفة بسوابقها الإجرامية شاركت في الاعتداءات".
ولفت إلى أن مناصري "النهضة" مارسوا ضبط النفس وعدم الرد على الاعتداءات وتركوا الأمر للسلطات الأمنية والقضائية، من أجل إفشال المخططات بإدخال الشعب التونسي في مواجهة.