اعتبر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي اليوم الإثنين، أنّ "يد الأجانب واضحة" في ما أسماها "أعمال الشغب" التي شهدتها إيران منذ مقتل الشابة الإيرانية مهسا أميني في منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي.
وقال خامنئي في كلمة أمام حشد من الإيرانيين من مدينة قم، إنّ "كل دولة أوروبية كانت متورطة بطريقة ما بشكل علني وليس سري" في التظاهرات التي شهدتها إيران، لكنه أكد أن بلاده تتعامل مع المسؤولين عن "أعمال الشغب" بطريقة عادلة.
وأضاف: "كانت يد الأجانب واضحة في أعمال الشغب. كان ذلك واضحًا في تدخلات الأميركيين والأوروبيين".
وبحسب ما نقلت وكالة "أنباء فارس"، فقد اعتبر خامنئي أن الجزء الأكثر أهمية من العمل خلال "أعمال الشغب هو الدعاية"، معيدًا التأكيد على أنّ ما أسماه بـ"العدو يعتمد على التضليل والدعاية في مخططاته".
بعد إعدام شخصين.. إدانات دولية واسعة وجهت للسلطات الإيرانية #إيران تقرير: يزن الريماوي pic.twitter.com/vqvhXDGwCA
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 8, 2023
إصدار أحكام إعدام جديدة
ورغم إقراره بوجود مشكلات اقتصادية ومعيشية في إيران، فقد رأى خامنئي أنّه جرى العمل خلال التظاهرات على "إيقاف نقاط القوة" للجمهورية الإسلامية.
وشدد خامنئي على ضرورة القيام بـ"مهام عظيمة ونوعية في مجالات الاقتصاد والثقافة والأمن والعلم في البلاد"، وفق وكالة "أنباء فارس".
وتزامن خطاب خامنئي مع إعلان السلطة القضائية في البلاد إصدار أحكام إعدام بحق ثلاثة أشخاص لضلوعهم في قتل عناصر من قوات الأمن وسط البلاد على هامش الاحتجاجات التي أعقبت وفاة أميني.
وتشهد إيران منذ 16 سبتمبر الماضي احتجاجات إثر وفاة أميني (22 عامًا) بعد ثلاثة أيام من توقيفها من جانب "شرطة الأخلاق" لعدم التزامها بالقواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية.
وترفع الأحكام الجديدة التي لا تزال ابتدائية وقابلة للاستئناف، إجمالي عدد أحكام العقوبة القصوى الصادرة في قضايا متصلة بالاحتجاجات إلى 17، تمّ تنفيذ أربعة منها، بينما صادقت المحكمة العليا على حكمَين آخرَين.
استدعاء سفراء طهران
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك، إنها أمرت باستدعاء السفير الإيراني مرة أخرى الإثنين للتعبير عن إدانتها لأحدث إعدام لمتظاهرين في إيران.
وقالت بربوك خلال مؤتمر صحفي في برلين: "النظام الذي يقتل شبابه لترويع شعبه ليس له مستقبل".
كما استدعى وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي بالأعمال الإيراني بعد أن أعدمت السلطات الإيرانية المحتجين محمد مهدي كرمي وسيد محمد حسيني. وكذلك اتخذت فرنسا والنرويج نفس الإجراء للتنديد بالإعدامات الجديدة في إيران.
سبق للسلطة القضائية أن نفذت أحكام إعدام بحق أربعة أشخاص أدينوا باعتداءات على رجال الأمن على هامش الاحتجاجات التي طالت مختلف أنحاء البلاد وتقترب من إتمام شهرها الرابع.
وأعلن القضاء السبت الماضي تنفيذ حكم الإعدام بحق كل من محمد مهدي كرمي وسيد محمد حسيني لإدانتهما بالضلوع في عملية قتل روح الله عجميان، وهو عنصر في قوات التعبئة ("الباسيج")، في مدينة كرج غرب طهران في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني.
وفي ديسمبر/ كانون الأول، تم تنفيذ حكم الإعدام بحق كل من مجيد رضا رهناورد ومحسن شكاري، بعد إدانتهما باعتداءات على عناصر من قوات الأمن أيضًا. وأثارت الإعدامات الأخيرة انتقادات واسعة من دول غربية ومنظمات حقوقية.