استعاد اللبنانيون ذكرى زيارة أسطورة كرة القدم بيليه للبلاد عام 1975، مع إعلان وفاته يوم أمس الخميس، عن عمر ناهز 82 عامًا، في أحد مستشفيات البرازيل، بعد صراع مع مرض السرطان.
وللبنانيين مع بيليه ذكرى خاصة تتمثل في ارتدائه قميص ناد هو الأكبر شعبية في البلاد، بتلك الزيارة التي لعب خلالها لصالح نادي النجمة في أبريل/ نيسان من عام 1975، وقبل أيام معدودة فقط من اندلاع الحرب الأهلية التي استمرت 15 عامًا، وحتى عام 1990.
ونعى نادي النجمة "الجوهرة السوداء" وقال على صفحاته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي: "وداعا للملك بيليه، كان للنجمة شرف أن ترتدي قميصها، وتطبع في تاريخها صورة ستتناقلها الأجيال وستحفر في ذهن كل نجماوي".
وجاءت زيارة بيليه حينها لبيروت، ضمن مباراة ودية لأهداف خيرية خاضها النجمة أمام منتخب "جامعات فرنسا"، فلعب الراحل على استاد مدينة كميل شمعون الرياضية أمام 50 ألف متفرج، وقد شارك بداية كحارس مرمى قبل أن يتحول إلى الهجوم، في لقاء انتهى لصالح النادي اللبناني بـ 2-1.
زيارة الكويت
ومن إحدى المحطات التي تروى عن بيليه، وعلاقاته مع البلاد العربية، زيارته للكويت مع ناديه سانتوس للعب مباراة ضد نادي القادسية الكويتي بشكل ودي خلال فبراير/ شباط 1973، وانتهى اللقاء بالتعادل 1-1 وسجل بيليه هدف فريقه، فيما سجل للنادي الكويتي اللاعب التاريخي جاسم يعقوب.
وفي الكويت، روت الممثلة المصرية الراحلة زبيدة ثروت، خلال إحدى مقابلاتها، قصة شهيرة تناولتها صحف مصرية وعربية، عن إبداء بيليه إعجابه بها، بمناسبة افتتاح أحد الفنادق بالبلاد حينها خلال زيارته وفريقه.
وقالت ثروت إن النجم البرازيلي أهداها طوقًا من الورود، دون أن تعلم هويته كونها لم تكن ملمة أو متابعة لعالم كرة القدم، وكشفت أنها تلقت منه اتصالات عديدة، وعرضًا للزواج، بحسب تصريحات سابقة لها عام 2005.
بيليه "الممثل"
عالم السينما لم يكن بعيدًا عن "الملك"، فبيليه شارك في بطولة واحد من أشهر أفلام النجم الهوليودي "سيلفستر ستالون"، وهو فيلم "الهروب إلى النصر" أو Escape to victory الذي تم إنتاجه عام 1981، وهو يحكي عن قصة لاعبين معتقلين من جبهة الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، يشترط الألمان حينها فوزهم أو تعادلهم مع المنتخب النازي، لإطلاق سراحهم.
بيليه لم يكن النجم الوحيد الذي شارك ستالون بطولة الفيلم، بل ظهر إلى جانبه في فريق "الحلفاء" لاعبين كبار أمثال الإنكليزي بوبي مور حامل كأس العالم عام 1966، والنجم الأرجنتيني أرديليس حامل بطولة 1978، ولاعبين بارزين في منتخباتهم خلال تلك الحقبة.
وتعيش لعبة كرة القدم حول العالم، حالة من الحزن الشديد على وفاة بيليه، فيما أعلنت البلاد الحداد لمدة ثلاثة أيام، على اللاعب الذي وقف خلف 3 بطولات كأس العالم من أصل 5 ألقاب حققها "السيلساو"، وشارك قادة سياسيون ونجوم العالم في اللعبة بالتعازي ورثوا "الجوهرة السوداء" في تعليقاتهم على مواقع التواصل.
بدورها نعت حكومة البرازيل الراحل في بيان رسمي جاء فيه: "كان بيليه، ملك كرة القدم، أحد أعظم الرياضيين على مر العصور. أظهر بطل العالم الوحيد ثلاث مرات من خلال أفعاله أنه بالإضافة إلى كونه رياضيًا عظيمًا، كان أيضًا مواطنًا عظيمًا ووطنيًا، يحمل اسم البرازيل أينما ذهب".