الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

ارتفاع حصيلة قتلى تفجيرات كابل.. هل أخطأ بايدن بتعويله على طالبان؟

ارتفاع حصيلة قتلى تفجيرات كابل.. هل أخطأ بايدن بتعويله على طالبان؟

شارك القصة

ارتفع عدد القتلى المدنيين في الانفجارين خارج مطار كابل إلى ما لا يقل عن 72 شخصًا (غيتي)
ارتفع عدد القتلى المدنيين في الانفجارين خارج مطار كابل إلى ما لا يقل عن 72 شخصًا (غيتي)
أعلن وزير الدفاع الأسترالي بيتر داتون أنه لا يوجد جنود أستراليون بين القتلى في الهجوم الانتحاري الذي وقع بمطار كابل.

لم ينجلِ الغبار بعد عن العاصمة الأفغانية كابُل بعد التفجيرات التي شهدتها المدينة، والتي كان مطار حامد كرزاي أحد أهدافها.

وأوقعت هذه التفجيرات عددًا كبيرًا من القتلى، رغم التحذيرات الاستخباراتية باحتمال وقوع هذا النوع من العمليات.

ارتفاع عدد القتلى

وأعلن مسؤول من طالبان ومصدر بمستشفى في العاصمة الأفغانية كابل، اليوم الجمعة، عبر وكالة رويترز، أن عدد القتلى المدنيين في الانفجارين خارج مطار كابل ارتفع إلى ما لا يقل عن 72.

وأوضح المسؤول أن 13 جنديًا أميركيًا قتل في العملية، فيما أدى الانفجارين إلى مقتل 28 شخصًا من الحركة.

وقال المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه: "فقدنا أشخاصًا أكثر من الأميركيين".

عودة القوات الأسترالية

من جهته، أعلن وزير الدفاع الأسترالي بيتر داتون، اليوم الجمعة، أنه لا يوجد جنود أستراليون بين القتلى في الهجوم الانتحاري الذي وقع بمطار كابل، وأن جميع أفراد الجيش غادروا أفغانستان قبل الهجوم.

وقال داتون للصحافيين: "ينصب التركيز في الوقت الحالي على التأكد من أن الأميركيين والبريطانيين وأولئك الذين ما زالوا في كابل يمكن نقلهم بأمان، وهذا هو التركيز الوحيد في الوقت الحالي".

وحذر داتون من احتمال وقوع مزيد من الهجمات وحث الأستراليين وغيرهم من حاملي تأشيرات أستراليا على الابتعاد عن مطار كابل.

وقال: إن السلطات تحاول معرفة ما إذا كان أي مواطن أو مقيم أسترالي قد قُتل في الهجوم.

تفجيرات كابل

واستهدف تنظيم الدولة الإسلامية بوابات مطار كابل المكتظة في هجوم انتحاري وقع أمس الخميس مما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين وعناصر الجيش الأميركي إضافة لعناصر من حركة طالبان، وتسبب في إحداث الفوضى في الجسر الجوي الذي يهدف إلى نقل عشرات الآلاف من الأفغان الذين يحاولون الفرار من البلاد.

والهجوم الذي تبنّاه تنظيم الدولة هو أول اعتداء دموي تشهده كابل منذ سقوطها في أيدي حركة طالبان في 15 أغسطس/ آب، وقد وقع قبيل أيام قليلة من الموعد المحدّد لإنجاز القوات الأميركية انسحابها من أفغانستان في 31 أغسطس بعد 20 عامًا من التواجد العسكري في البلاد.

وقرابة منتصف ليل الخميس-الجمعة سُمع دويّ انفجار ثالث قوي في كابل مما أثار مخاوف من أن يكون هجوم آخر قد وقع، لكنّ نظام طالبان ما لبث أن أوضح أنّ الدويّ ليس ناجماً عن هجوم، بل عن تدمير القوات الأميركية عتادًا عسكريًا في المطار.

 ودانت حركة طالبان على لسان الناطق باسمها ذبيح الله مجاهد الهجوم، وقال: "تدين الإمارة الإسلامية بقوة التفجير الذي استهدف مدنيين في مطار كابل".

وشدد مجاهد على أنّ "الانفجار وقع في منطقة خاضعة أمنياً لمسؤولية القوات الأميركية".

علاقة طالبان بالتفجير

في هذا السياق، يرى الباحث في الجماعات الإسلامية إدريس الكمبوري أن حركة طالبان والإدارة الأميركية لا يظهران صدقًا في التعامل مع الوضع في أفغانستان.

ويعتبر الكمبوري، في حديث إلى "العربي" من الرباط، أن "واشنطن تظهر ضبابية في المشهد حينما تعتبر أن الوضع في أفغانستان هو استمرار للوضع السابق، لكن في الحقيقة هذا الانفجار جديد لأن تنظيم الدولة أعلن مسؤوليته عن العملية على عكس العمليات السابقة".

ويقول: "أمام الطرف الأميركي وقت طويل ليستوعب الوضع الجديد الذي تركه في أفغانستان".

ويستبعد الكمبوري أن تكون طالبان خلف العملية في مطار كابل، قائلًا: "لا أعتقد أنها يمكن أن تطلق النار على نفسها، لأن الطرف الأساسي المتضرر مما حصل هو الحركة".

من جهته، يشير الكاتب والصحافي محمد اسطوحي إلى أن "عوامل كثيرة تؤكد عدم وقوف طالبان خلف العملية".

ويوضح، في حديث إلى "العربي" من نيويورك، أن "المسؤولين الأميركيين في أغلبهم لا يعتقدون أن الحركة تقف خلف الموضوع".

بايدن يتوعّد

من جهة أخرى، تعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن ملاحقة منفّذي الهجوم الانتحاري الذي وقع الخميس قرب مطار كابل، مؤكّداً من جهة ثانية تمسّكه بإنجاز الانسحاب العسكري من أفغانستان نهاية الشهر الحالي، وبمواصلة عمليات الإجلاء إلى ذلك الحين.

وفي خطاب ألقاه في البيت الأبيض ووصف فيه جنود بلاده الذين قتلوا في الهجوم الانتحاري بأنّهم "أبطال"، قال بايدن: "لأولئك الذين نفّذوا هذا الهجوم وكذلك لأي شخص يتمنّى الضرر لأميركا، نحن لن نسامح، لن ننسى، وسنطاردكم ونجعلكم تدفعون الثمن".

وقال بايدن: "خلال الأيام المقبلة، هناك متّسع من الوقت لإجلاء المواطنين الأميركيين وأكبر عدد ممكن من طالبي اللجوء الأفغان الذين تمّت الموافقة على طلباتهم".

هل أخطأ بايدن؟

في هذا السياق، يرى مراسل العربي في واشنطن عماد الرواشدة أن "أهم ما جاء في خطاب الرئيس الأميركي اعترافه بأن الانفجار كان متوقعًا، وألا أدلة على تورّط حركة طالبان بالتفجيرات".

ويشير الرواشدة إلى أن "خطاب بايدن جاء مكررًا لكلام القادة العسكريين في الولايات المتحدة".

من جهته، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج تاون عاطف عبد الجواد أن "طالبان في وضع يتطلب منها أن تخدم مصالحها، لأن أفغانستان في وضع اقتصادي صعب ما يتطلب من الحركة أن تنتظر المساعدات".

ويوضح عبد الجواد، في حديث إلى "العربي" من واشنطن، أن "بايدن يحاول إقناع الشعب الأميركي بأن طالبان ستتعاون، ليس لأنه يجب الثقة بالحركة، بل لأن لديها مصلحة معيشية واقتصادية في ذلك".

ويقول: "بايدن يرتكب خطأ جديدًا بثقته بطالبان، وذلك بعد أن قام بالاستعجال بالانسحاب من أفغانستان".

تابع القراءة
المصادر:
العربي، وكالات
تغطية خاصة
Close