الأحد 17 نوفمبر / November 2024

"خطر وشيك".. ما حجم الخطر الذي يشكله تنظيم الدولة على أفغانستان؟

"خطر وشيك".. ما حجم الخطر الذي يشكله تنظيم الدولة على أفغانستان؟

شارك القصة

يعتبر مسؤولون أميركيون أن مطار كابل عرضة لتهديد مباشر من قبل تنظيم الدولة
يعتبر مسؤولون أميركيون أن مطار كابل عرضة لتهديد مباشر من قبل تنظيم الدولة (أرشيف-غيتي)
تحدثت الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا عن "هجوم إرهابي خطير جدًا ووشيك" قد يتعرّض له مطار كابل من قبل "تنظيم الدولة".

لا يزال تنظيم الدولة الذي يعتبره الأميركيون تهديدًا لآلاف الأفغان الذين ينتظرون في مطار كابل للفرار إلى الخارج، يكن "كراهية شديدة" تجاه طالبان بحسب "فرانس برس".

والثلاثاء، برر الرئيس الأميركي جو بايدن قراره بالإبقاء على 31 أغسطس/ آب موعدًا نهائيًا لانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان وإنهاء عمليات الإجلاء؛ بأن هناك "خطر هجوم خطير ومتزايد" من جانب التنظيم في المطار.

ويقول المسؤولون الأميركيون إن المطار الذي يضمن أمنه جنودهم، هو عرضة لتهديد مباشر من تنظيم الدولة- ولاية خراسان.

وأشارت لندن اليوم الخميس إلى تهديد إرهابي "خطير جدًا" و"وشيك" ضد مطار كابل.

ودعت الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا ليل الأربعاء الخميس، رعاياها إلى الابتعاد بأسرع ما يمكن عن المطار بسبب تهديدات "إرهابية".

وفي الأيام الأخيرة، غادرت طائرات نقل عسكرية كابل بإطلاق مواد متوهجة، وهي تستخدم خصوصًا بهدف تشتيت الصواريخ.

كيف تأسس تنظيم الدولة- ولاية خراسان؟

عام 2014، وبعد مدة قصيرة من إعلان تنظيم الدولة "الخلافة" في العراق وسوريا، أعلن أعضاء سابقون في حركة طالبان باكستان، ولاءهم لزعيم الجماعة أبو بكر البغدادي، فيما انضم إليهم لاحقًا أفغان منشقون من حركة طالبان. وأوائل عام 2015، اعترف تنظيم الدولة بإنشاء ولاية له في خراسان.

وخراسان هو الاسم القديم الذي يطلق على منطقة تضم أجزاء من أفغانستان الحالية وباكستان وإيران وآسيا الوسطى.

وأنشأت الدولة في العراق والشام- ولاية خراسان رأس جسر عام 2015 في منطقة اشين الجبلية، في مقاطعة ننغارهار في شرق أفغانستان.

وفي كل المناطق الأخرى، اشتبكت الجماعة مع طالبان رغم أنها تمكنت من تشكيل خلايا نائمة في أماكن أخرى في أفغانستان، خصوصًا في العاصمة، وفي باكستان، وفقًا للأمم المتحدة.

وتفيد أحدث التقديرات، بأن أعداد مقاتليها تتراوح بين 500 وبضعة آلاف، بحسب تقرير لمجلس الأمن الدولي صدر في يوليو/ تموز الفائت.

عمليات نفذها تنظيم الدولة- ولاية خراسان

نفّذ تنظيم الدولة- ولاية خراسان أكثر الهجمات دموية في السنوات الأخيرة في أفغانستان وباكستان، حيث ذبح مدنيين في مساجد ومستشفيات وأماكن عامة.

واستهدفت الجماعة بشكل رئيسي المسلمين الذين تعتبرهم كفارًا، خصوصًا الذين ينتمون للطائفة الشيعة.

ففي عام 2019، أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم على "شيعة" خلال حفلة زفاف في كابل، أسفر عن مقتل 91 شخصًا، كما استهدف عام 2020 مستشفى للتوليد في حي تقطنه أغلبية شيعية في كابل، ما أدى إلى مقتل 25 شخصًا من بينهم 16 أمًا ورضيعًا.

علاقة تنظيم الدولة وطالبان

تختلف حركة طالبان وتنظيم الدولة من حيث العقيدة والاستراتيجية، وفقًا لـ "فرانس برس".

وكانت بيانات لتنظيم الدولة قد وصفت طالبان بـ"الكفار".

ويتهم تنظيم الدولة-ولاية خراسان، حركة طالبان باستهداف المنشقين عنها ولم يتمكن من توسيع أراضيه، بخلاف النجاح الذي حققه التنظيم في العراق وسوريا.

وعام 2019، أعلن الجيش الحكومي في أفغانستان، بعد عمليات مشتركة مع الولايات المتحدة، هزيمته في ولاية ننغرهار (شرق).

ووفقًا لتقديرات الولايات المتحدة والأمم المتحدة، يعمل تنظيم الدولة- ولاية خراسان منذ ذلك الحين من خلال خلاياه النائمة في المدن، من أجل شن هجمات كبيرة.

عودة طالبان إلى الحكم

رفض التنظيم الاتفاق الذي أبرم في فبراير/شباط 2020 في الدوحة بين واشنطن وطالبان والذي ينص على انسحاب القوات الأميركية والأجنبية من أفغانستان، حيث اتهم الحركة بالتراجع عن القضية الجهادية.

وبعد دخول كابل والاستيلاء على السلطة في 15 أغسطس/ آب، لم يهنئ تنظيم الدولة طالبان على غرار العديد من الجماعات.

لكن التنظيم قد يستفيد من انهيار أفغانستان، إذ أشار "مستر كيو"، وهو متخصص غربي في شؤون تنظيم الدولة وينشر بحوثه على "تويتر" تحت هذا الاسم المستعار، "إلى 216 هجومًا نفذه تنظيم الدولة -ولاية خراسان بين الأول من يناير/ كانون الثاني و11 أغسطس/ آب، مقارنة بـ 34 هجومًا خلال الفترة نفسها من العام الماضي".

والأسبوع الماضي، صرّح لوكالة "فرانس برس" قائلًا: "هذا الأمر يجعل أفغانستان من أكثر ولايات تنظيم الدولة نشاطًا. ليس كل شيء مرتبطًا مباشرة بالانسحاب الأميركي، لكن انتصار طالبان يوفّر متنفسًا لتنظيم الدولة- ولاية خراسان".

من جهته، اعترف كولن كلارك، مدير مركز صوفان للبحوث الجيوسياسية في نيويورك، بأن "انهيار الجيش الأفغاني هو تذكير غريب لما رأيناه في العراق عام 2011، أخشى أن يتكرر الوضع في أفغانستان، مع تطور تنظيم الدولة وانبعاث القاعدة".             

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
تغطية خاصة
Close