الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

تحذيرات من "تهديد إرهابي" في مطار كابل.. طالبان: حراسنا يخاطرون بحياتهم

تحذيرات من "تهديد إرهابي" في مطار كابل.. طالبان: حراسنا يخاطرون بحياتهم

شارك القصة

تسود فوضى عارمة مطار كابل أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقلّ منذ سيطرة حركة طالبان على أفغانستان
تسود فوضى عارمة مطار كابل أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقلّ منذ سيطرة حركة طالبان على أفغانستان (غيتي)
أكد دبلوماسي غربي أن حشودًا ضخمة تواصل التوافد على بوابات مطار كابل رغم تحذيرات الولايات المتحدة وحلفائها من هجمات محتملة لتنظيم الدولة.

لا يزال المشهد الأفغاني يتصدّر الاهتمامات الدوليّة، في وقت يتزايد القلق لدى آلاف الأفغان المستعدين للقيام بأي شيء للفرار من بلادهم التي سيطرت عليها حركة طالبان، بعد تأكيد الرئيس الأميركي جو بايدن بأنّ عمليات الإجلاء ستنتهي الأسبوع المقبل.

لكنّ معطى جديدًا ظهر على الساحة، مع تحذير دول غربيّة عدّة، على رأسها الولايات المتحدة، من "تهديدات إرهابية" محتملة، وحديثها صراحة عن "هجمات مسلحة" قد ينفّذها "تنظيم الدولة".

في المقابل، تؤكد حركة طالبان أنّها تقوم بـ"حماية المدنيين" في مطار كابل، مع تشديدها في الوقت نفسه على وجوب احترام مهلة الانسحاب الأجنبي من أفغانستان قبل 31 أغسطس/آب الجاري.

وبين عشرات الآلاف الذين تم إجلاؤهم، فر العديدون خوفا على حياتهم لأنهم عملوا لدى الحكومة التي تمّت الإطاحة بها او القوات الغربية أو مدنيين غربيين خلال سنوات الحرب العشرين.

هل يهاجم "تنظيم الدولة" مطار كابل؟

وفي التفاصيل، أكد دبلوماسي غربي في مطار كابل اليوم الخميس أنّ حشودًا ضخمة تواصل التوافد على بوابات المطار رغم تحذيرات الولايات المتحدة وحلفائها من هجمات محتملة قد يشنها "تنظيم الدولة".

ونقلت وكالة "رويترز" عن الدبلوماسي، الذي طلب عدم نشر اسمه قوله: إن ما يقدر بنحو 1500 يحملون جواز سفر أو تأشيرة الولايات المتحدة يحاولون دخول المطار. وأضاف أن الرحلات الجوية ستزيد اليوم الخميس بعدما تباطأت أمس.

وفي سياق متصل، قال مسؤول من حركة طالبان: إن حراس الحركة يواصلون حماية المدنيين خارج مطار كابل، لكنّه أضاف أنّ "على القوات الغربية الالتزام بموعد انتهاء عمليات الإجلاء بحلول نهاية هذا الشهر".

وأردف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه: "حراسنا يخاطرون بحياتهم أيضًا عند مطار كابل، ويواجهون تهديدًا من تنظيم الدولة".

"لا تذهبوا إلى مطار كابل"

في غضون ذلك، ناشدت الولايات المتّحدة الحشود المتجمّعة قرب مطار كابل على أمل دخوله لإجلائهم من أفغانستان أن يغادروا المكان فورًا بسبب "تهديدات أمنية"، في حين وجّهت بريطانيا وأستراليا تحذيرًا أكثر دقّة بحديثهما عن "تهديد مرتفع" بوقوع هجوم إرهابي.

وكتبت وزارة الخارجية البريطانية في وقت متأخر من ليل الأربعاء على موقعها الإلكتروني: "لا تذهبوا إلى مطار حامد كرزاي الدولي في كابل".

وأضافت: "هناك خطر مرتفع ومستمرّ بوقوع هجوم إرهابي"، في وقت لا يزال فيه آلاف الأفغان محتشدين عند بوابات المطار على أمل إجلائهم من بلدهم بعدما سيطرت عليه حركة طالبان.

وتابعت الخارجية في نصيحتها: "إذا كنتم في منطقة المطار، فغادروها إلى مكان آمن وانتظروا المزيد من التعليمات"، أما "إذا كنتم قادرين على مغادرة أفغانستان بأمان بطرق أخرى، فافعلوا ذلك على الفور".

"تهديد مرتفع للغاية"

بدورها قالت وزارة الخارجية الأميركية في تحذير مماثل لكنّه اتّسم بدقّة مكانية أكثر إنّ "الأشخاص الموجودين حاليًا عند مداخل المطار التالية: المدخل آبي والمدخل الشرقي والمدخل الشمالي، يجب أن يغادروا على الفور" بسبب "تهديدات أمنية" لم تحدّدها.

من جهتها، حذّرت وزارة الخارجية الأسترالية من أنّ "هناك تهديدًا مرتفعًا للغاية بوقوع هجوم إرهابي".

وعلى غرار بريطانيا، نصحت أستراليا أولئك الذين يحاولون مغادرة أفغانستان بعدم التوجّه إلى المطار، وطلبت من أولئك الموجودين خارجه حاليًا "الذهاب إلى مكان آمن وانتظار مزيد من المعلومات".

"فوضى عارمة" في مطار كابل

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال الأربعاء: إنّ طالبان تعهّدت السماح للأميركيين ولرعايا دول أخرى وكذلك أيضًا للمواطنين الأفغان "المعرّضين للخطر" بالمغادرة بعد انسحاب القوات الأجنبية من كابل في 31 أغسطس الجاري.

ومنذ سيطرة حركة طالبان على أفغانستان، تسود فوضى عارمة مطار كابل أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقلّ.

ومساء الأربعاء، أعلنت بلجيكا أنّها أوقفت عمليات الإجلاء من مطار كابل، في قرار اتّخذته قبيل أيام من إنجاز القوات الأميركية التي تؤمّن الموقع انسحابها من أفغانستان.

"ثق وتفحّص"

ويؤكد الكاتب والباحث السياسي محمد بويصير أنّ تركيز الولايات المتحدة ينصبّ في الوقت الحالي على ضمان إخراج المواطنين الأميركيين والمتعاونين الأفغان من كابل في أقرب وقت ممكن.

ويوضح بويصير، في حديث إلى "العربي"، من كابل، أنّ هذا الأمر يشكّل "أولوية كبرى تأتي قبل أي شيء آخر" بالنسبة إلى الولايات المتحدة في الظرف الراهن، لا سيما وأنّ فشل تحقيق هذا الهدف سيشكّل "ضربة قاضية" للإدارة الأميركية.

أما حول العلاقة المستقبلية، فيلفت بويصير إلى أنّه سيستند على المبدأ الأميركي المعروف "ثق وتفحّص". ويشدّد على أنّ ما يهمّ الولايات المتحدة هو أن تنفّذ حركة طالبان تعهّداتها.

ويلفت إلى أنّ ما تريده الولايات المتحدة في هذا السياق هو أن تقبل طالبان بمبدأ المشاركة في السلطة وتحقق المصالحة عبر نظام تعددي، ولكن قبل ذلك أيضًا أن تمنع القاعدة من التمركز في أفغانستان من جديد.

طالبان اليوم غير طالبان الأمس

من جهته، يرى الكاتب والأستاذ بجامعة باختر نظام الدين كامل أنّ حركة طالبان لم تعد كما في السابق فهي تريد أن تكون لها علاقات مع كافة الدول ولا سيما مع الدول المجاورة.

ويوضح كامل، في حديث إلى "العربي"، من كابل، أنّ طالبان تسعى إلى تشكيل حكومة "وطنية شاملة" من شتى الأطراف والأقوام.

ويلفت إلى أنّ الحركة تؤكد على لسان أبرز قياديّيها احترامها حقوق الإنسان، ولا سيّما المرأة في حدود الشريعة، لأنّها تدرك أنّ اعتراف الدولة بشرعيّتها مشروط بذلك.

ويشير كامل إلى أنّ حركة طالبان بعدما استولت على الولايات لم تكن تنوي أن تأخذ بزمام السلطة في كابل، لكنها كانت تريد أن تأخذ عن طريق التفاوض وليس بقوة السلاح.

ويعتبر أنّ الحركة أجبِرت أن تدخل إلى كابل بعدما حصل الفراغ الأمني إثر فرار الرئيس أشرف غني والقيادات الأمنية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي، وكالات
تغطية خاصة