من الاحتماء تحت ظل شجرة في حديقة مجاورة إلى البقاء داخل المنازل والمكاتب، أو السفر إلى ولاية أخرى، يهرب الأميركيون من درجات حرارة قياسية سُجلت في مناطق مختلفة من البلاد.
ويشير أحد المواطنين الأميركيين إلى أن "درجات الحرارة عالية ولكن لا بأس أن نستمتع بزيارة المباني التاريخية فنحن من جورجيا ودرجات الحرارة هناك مرتفعة أيضًا".
فيما يقول آخر: "سمعت أنها المرة الأولى التي تصل فيها درجة الحرارة إلى مئة فهرنهايت (37) خلال 6 سنوات، فالأجواء بالخارج تجعلني أتعرق طوال الوقت".
من جانبها، تشكو مواطنة أميركية أخرى من درجات الحرارة العالية جدًا، حسب وصفها، وتقول إنها تتصبب عرقًا وهي تمشي في المدينة، وكذا كان الحال في بوسطن ونيويورك.
ويحاول الأميركيون مواجهة موجة حر، تخطت درجات الحرارة فيها 40 درجة مئوية في بعض المدن، في حين تجاوزت درجة الحرارة في واشنطن 30 درجة مئوية، وحال ذلك دون وجود السكان في العاصمة.
علماء يدقون ناقوس الخطر
وأدى ارتفاع درجات الحرارة في البلاد إلى إشعال حرائق قضت حتى الآن في كاليفورنيا على 16 ألف هكتار من الغابات، وأدت إلى إجلاء سكان من عدة مدن، فيما أصدرت 28 ولاية تحذيرات تنبه السكان من درجات الحرارة العالية، وتحثهم على تجنب الأنشطة الخارجية.
بدوره، وصف الرئيس الأميركي جو بايدن التغيّر المناخي بالخطر الواضح والقائم، متعهدًا باتخاذ إجراءات لمواجهته إذا لم يقم الكونغرس بذلك.
أما علماء المناخ فيدقون ناقوس الخطر ويحذرون أن العالم سيشهد مثل هذه التقلبات بشكل متواتر.
وفي هذا الإطار، تقول أستاذة علوم الغلاف الجوي في جامعة أريزونا جولين راسيل: "حتى الآن لم نشهد جهدًا كافيًا على المستوى الوطني لإبعادنا بشكل كبير عن الكربون والحرق لأن نصف جزيئات الكربون الذي نضعه في الغلاف الجوي يبقى معلقًا لنحو 600 عام، لذا بالنظر إلى ما فعلناه علينا مواجهة ما يحدث الآن.
وحسب مراسلة "العربي"، تعني المواجهة اتخاذ إجراءات آنية تسهم في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، وقبل ذلك إيجاد توافق ليس فقط بين المؤمنين بالتغير المناخي والمنكرين للظاهرة، ولكن أيضًا على الساحة الدولية بشأن الإجراءات التي يجب اتخاذها، ومسؤولية الدول في ضمان تنفيذها.
