عاد الإعلام الغربي ليظهر ازدواجية معاييره من جديد في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وهذه المرة من خلال تغطية أخبار الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين المفرج عنهم ضمن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل و"حماس".
فقد ارتكبت هيئة البث البريطانية الـ"بي بي سي"، خطًأ جديدًا يتعلق مجددًا بالفلسطينيين من خلال تحريف الترجمة لإحدى الأسيرات الفلسطينيات المحررة من السجون الإسرائيلية.
تحوير كلام أسيرة محررة
في التفاصيل، فقد صرّحت الأسيرة المحررة سارة عبد الله للقناة البريطانية قائلةً: "شهر وهم (قوات الاحتلال) مسكرين علينا، قطعوا عنا الكهرباء وكنا سنموت من البرد عندما جاء فصل الشتاء".
وأضافت عبد الله: "رشونا بالفلفل وهربوا، وتركونا لنموت هناك داخل السجن".
إلا أن الترجمة التي أوردتها القناة للكلام لم تتطابق مع ما قيل فعلًا، وجاءت كالتالي: "لم يهتم بنا أحد وحدها حماس اهتمّت لحالنا وشعرت بمعاناتنا، أشكرهم كثيرًا وأحبهم كثيرًا".
هذا الخطأ وقعت فيه هيئة الإذاعة البريطانية، ضمن تغطية خروج الدفعة الأولى من الأسرى الفلسطينيين المحررين، يوم 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
هذا وعُرض التقرير المسجل على الهواء ثم نشر أيضًا على موقع الـ"بي بي سي"، لكن الهيئة تعرّضت لهجوم واسع على مواقع التواصل بسبب هذا التحريف ما دفعها إلى نشر نسخة جديدة من التقرير مع إرفاقه بملاحظة على موقعها.
لكن الملاحظة المرفقة مع الخبر، تشير إلى أن الـ"بي بي سي" حذفت الفيديو بسبب "خطأ في عملية المونتاج والتحرير".
تناقض واضح بطريقة نقل الأخبار
هذا الخطأ، طرح تساؤلات عديدة حول طريقة تناول هيئة البث البريطانية لخبر إطلاق سراح الأسرى من الجانبين.
ففيما خص الأسرى الفلسطينيين من الأطفال، تناولت القناة خبر إطلاق سراحهم يوم الخميس الفائت قائلةً: "150 فلسطينيًا من النساء والمراهقين سيطلق سراحهم من السجون الإسرائيلية".
أما فيما يتعلق بالأسرى الإسرائيليين من الأطفال، فتحدّثت عنهم القناة على الشكل التالي: "نحو 240 إسرائيليًا أخذوا رهائن منهم شيري بيباس التي كانت تحاول حماية طفليها الصغيرين من الرعب الذي يحيط بهما".
وتابعت في أحد التقارير الذي نشر أيضًا يوم الخميس الماضي: "كفير الذي يبلغ من العمر 10 أشهر وقد بدأ للتو في الزحف، وأرييل البالغ من العمر 4 أعوام ويحب التسلّق وباتمان، من المتوقع عودتهما مع والدتهما إلى الديار في الأيام المقبلة إلى جانب العشرات من النساء والأطفال الآخرين".
تلاعب بالمفردات لصالح إسرائيل
لكن الـ"بي بي سي" ليست الوحيدة التي غيّرت في توصيف المفردات في السياق الفلسطيني مقابل الإسرائيلي فيما يتعلق بنقل أخبار تبادل الأسرى بين الجانبين.
فعلى سبيل المثال، استخدمت صحيفة "غارديان" البريطانية جملة لوصف الأسرى الفلسطينيين هي: "الرهائن (الإسرائيليون) الذين سيفرج عنهم نساء وأطفال، والمعتقلون الفلسطينيون أيضًا نساء وأشخاص يبلغون 18 عامًا ودون ذلك".
لتتعرض الصحيفة البريطانية أيضًا لهجوم واسع من قبل النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفعها إلى تعديل التقرير ووضع ملاحظة في نهايته تشير إلى أنها حذفت جملة "أشخاص يبلغون 18 عامًا ودون ذلك".
وأردفت أن سبب الحذف يأتي "بسبب الحساسية التي قد يسببها هذا التعبير"، بحسب الصحيفة التي زعمت أنها "اعتمدت تعريف الأمم المتحدة للطفل".