مع استمرار مراحل صفقة تبادل الأسرى وسريان الهدنة المؤقتة في قطاع غزة، تثير الصحف تساؤلات حول إمكانية تمديد الهدنة، وفرص الوصول إلى وقف لإطلاق النار طويل الأمد.
والجمعة، دخلت الهدنة المؤقتة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية حيز التنفيذ، وتستمر 4 أيام قابلة للتمديد، يتم بموجبها إطلاق 50 محتجزًا إسرائيليًا من غزة، مقابل الإفراج عن 150 فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية، وإدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع.
وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، شن الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا على غزة، أسفر عن آلاف الشهداء والجرحى، وتدمير واسع في البنى التحتية.
كيف تناولت الصحف العالمية تطورات العدوان على غزة؟
من جانبها، سألت صحيفة "نيويورك تايمز"، هل تتراجع إسرائيل عن مواصلة غزوها بعد الهدنة؟
ونقلت عن محللين أنه من الممكن أن يؤدي إطلاق سراح المزيد من الرهائن إلى طمأنة الإسرائيليين الذين يعتبرون حرية الرهائن هي الأولوية القصوى، مما يزيد من الضغوط لتمديد وقف إطلاق النار.
كما بحسب الصحيفة، من المتوقع أيضًا أن يمنح تمديد الهدنة المزيد من الفرص للقوى الأجنبية، وخاصة الولايات المتحدة، للضغط على إسرائيل لتقليص أهدافها العسكرية.
ولكن الصحيفة، أشارت إلى أنه حتى لو دفعت الولايات المتحدة إسرائيل إلى إنهاء حملتها العسكرية أو الحد من أهدافها، فقد يتجاهل قادة إسرائيل الانتقادات ويمضون قدمًا في استئناف الغزو، حسب قولها.
وفي موقع "بلومبرغ" الأميركي، بدا هنري ماير (Henry Meyer) متشائمًا حيال تمديد الهدنة، معتبرًا أن إنهاء الحرب ليس في مصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ظل الخطر الذي يهدد بقاءه في السلطة.
وفي حين لفت إلى نية إسرائيل التحرك للسيطرة نحو الجنوب بعد الهدنة، اعتبر الكاتب أن من شأن ذلك أن يؤجج الرأي العالمي العربي والدولي.
ورأى أن من دون إنهاء القتال وإحياء الجهود الدبلوماسية لحل الدولتين، فإن مصالح الولايات المتحدة وحلفائها ستكون مهددة.
"أسباب وجيهة لعدم تمديد وقف إطلاق النار"
في صحيفة "الغارديان" البريطانية رأى باتريك وينتور Patrick Wintour أن إحدى الصعوبات التي يواجهها الدبلوماسيون هي أن لدى طرفي الحرب أسباب وجيهة لعدم تمديد وقف إطلاق النار، معتبرًا أن حماس ستخسر ورقة الضغط على إسرائيل إذا تم إطلاق سراح جميع الرهائن.
أما بالنسبة لنتنياهو فبحسب الكاتب، فهو يدرك أنه إذا لم يف بتعهده بالقضاء على حماس فسوف يحاسبه المتطرفون اليمينيون في حكومته، الذين قد ينسحبون منها ويفرضون إجراء انتخابات تظهر استطلاعات الرأي أنه سيخسرها.
ولكن في المقابل ينقل عن دبلوماسيين أنه من المرجّح أن يؤيد الموساد الهدنة، وأن يكون قادرًا على إقناع نتنياهو بها.
أما مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، فرأت أن حماس تأمل أن يؤدي الاتفاق الأخير إلى تزايد الضغوط على حكومة نتنياهو، لإعطاء الأولوية لتحرير المزيد من الرهائن، ولفت انتباه العالم إلى محنة المدنيين في غزة، وبالتالي فرض المزيد من الضغوط الدولية على إسرائيل لتبني وقف إطلاق نار أطول.
ولكن مع ذلك وبحسب المجلة لا تظهر إلا أدلة قليلة على أن إسرائيل غيّرت أهدافها العسكرية، أو أن الولايات المتحدة لديها النية بوقف دعم حليفتها.
وفي الصحف الفرنسية دعت "ليبراسيون" في افتتاحيتها إلى ممارسة الضغط على إسرائيل وحماس لتمديد الهدنة، وتحرير الرهائن المتبقين، وتخفيف معاناة سكان غزة، الذين تم تهجير أكثر من نصفهم.
وأضافت أن هذه المأساة يجب أن تنتهي، فإذا استؤنف القتال بعد التوصل إلى هذا الاتفاق المؤقت، فإن كل ما سيبقى من غزة سيكون أرضًا مدمرة تنمو فيها جذور الحرب القادمة بلا شك.