كشفت "الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فلسطين"، الأحد، أن الجيش الإسرائيلي استخدم 3 أطفال فلسطينيين "دروعًا بشرية" خلال اقتحامه مخيم طولكرم للاجئين شمالي الضفة الغربية المحتلة في 5 و6 مايو/ أيار الجاري.
ونقلت الحركة، في بيان إفادات الأطفال الثلاثة الذين تحدثوا فيها عن ظروف واعتداءات متشابهة خلال استخدامهم "دروعًا بشرية".
وأوضحوا أن "الجنود أجبروهم على السير أمامهم في بنايات وأزقة المخيم، وتفتيش منازل والطلب من السكان الخروج، وفي حالتين وضع الجنود بنادقهم على كتفي طفلين وأطلقوا الرصاص"، وفق البيان.
وقال كريم (13 عامًا) إن حوالي 30 جنديًا إسرائيليًا اقتحموا شقة عائلته السكنية، واحتجزوا أفرادها في غرفة.
وبحسب الحركة، فإن "الجنود أرغموه على السير أمامهم داخل الشقة وفتح أبواب الغرف والدخول إليها قبلهم". وتابعت: كما "اقتادوه إلى درج البناية وكان برفقتهم كلب بوليسي ضخم، وأثناء سيرهم وضع أحد الجنود بندقيته على الكتف الأيمن للطفل، وأطلق رصاصتين نحو إحدى شقق البناية".
"توسلت للجنود"
وأضاف كريم: "كنت أبكي وأرتجف من شدة خوفي، وكلما توسلت للجنود كانوا يصرخون في وجهي ويطلبون مني السكوت".
ولم يتوقف الأمر عند اتخاذه درعًا بشريًا، إذ شرح كريم: "ثلاثة جنود اعتدوا عليّ بالضرب المبرح بعصي سوداء. ضربوني على أطرافي السفلية وظهري لحوالي خمس دقائق، وكانوا يقولون لي إنني مخرب".
كما وثّقت الحركة إفادة طفل آخر، حيث قال محمد البالغ 12 عامًا: "وضع أحد الجنود بندقيته على كتفي، وأطلق عدة رصاصات نحو سقف مطلع درج البناية (التي يسكنها)".
وأردف: "مكثت معهم حوالي ساعتين. كنت أبكي من شدة الخوف والرعب والوجع، توسلت لهم كثيرًا دون جدوى، وعند وصولنا إلى الطابق الرابع فتشني الجنود وأرغموني على خلع ملابسي العلوية".
وروى إبراهيم البالغ 14 عامًا اعتداءات مماثلة حيث قال: "طلبوا مني السير أمامهم في أزقة حي السوالمة بالمخيم، وكانوا يختبئون في الزقاق، ويطلبون مني كشف الطريق".
جريمة حرب
وأكدت المنظمة الحقوقية أن "احتجاز الأطفال كدروع بشرية يعتبر جريمة حرب يرتكبها جيش الاحتلال. ومنذ عام 2000، استخدم جنود الاحتلال 34 طفلًا كدروع بشرية في الضفة الغربية وقطاع غزة".
وفي تقرير سابق نشرته بمناسبة يوم الطفل في 5 أبريل/ نيسان الماضي، قالت الحركة إنها وثّقت "استشهاد 114 طفلًا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، 33 منهم منذ بداية العام الجاري".
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر الماضي، حربًا على غزة خلفت أكثر من 113 ألفًا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
كما صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة، بما فيها القدس، ما أدى إلى استشهاد 498 فلسطينيًا وإصابة نحو 5 آلاف آخرين.
وارتفع عدد المعتقلين في الضفة إلى 8 آلاف و710 فلسطينيين منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.