في مسعى منها لقطع السبل بالمراسلين في الميدان، ومنعهم من كشف الحقائق ونقل الأخبار وضمان تدفقها، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال 100 يوم من العدوان على قطاع غزة عشرات الصحافيين، واستهدفت عشرات المؤسسات الإعلامية والصحفية الفلسطينية فدمرتها كليًا أو جزئيًا.
وأضحى النمط اليومي لجنود الحقيقة "قصف وإجلاء إجباري وتهديد بالقتل"، بعدما حاولت إسرائيل بكل عتادها طمس الحقيقة التي يشكل الصحافيون أحد وجوهها.
وتشير إحصاءات رسمية، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي قتل قرابة 118 صحافيًا بدم بارد وهم على أرض الميدان، وهو رقم غير مسبوق، لكنه لم يمنع الصحافيين من متابعة عملهم.
وإسكات إسرائيل لمنتقديها، وتكميم أفواه من صدحوا بالحقيقة، وكشفوا كثيرًا من تفاصيلها للمجتمع الدولي، رافقه أيضًا استهداف المؤسسات الإعلامية والصحافية.
فآلة حرب الاحتلال دمرت نحو 66 مؤسسة إعلامية وصحافية فلسطينية كليًا أو جزئيًا، ما أفضى إلى تقطع السبل بالمراسلين في الميدان.
وبينما لم تستثن الحرب أحدًا، من بقي حيًا من المراسلين أو الصحافيين واجه فقدان أفراد من عائلته. حتى أن بعضهم فقدوا عائلاتهم بأكملها في الغارات الإسرائيلية، والبعض الآخر يمضي وقته في الميدان وهو يفكر في سبيل للعثور على خبز لإطعام أطفاله.
مع ذلك، يرسل الدمار الذي خلفته الحرب ووثقته الصورة في تاريخ الذاكرة الإنسانية برسالة مفادها أنه رغم هول الخراب الذي خلفه الاحتلال، فإن الشعب الفلسطيني ازداد صلابة وصمودًا في مواجهة الاحتلال، وسط حالة من الصمت الرسمي الدولي المطبق والمريب.