اعتبرت حركة حماس الأحد أن استهداف الجيش الإسرائيلي للصحافيين حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا بقصف جنوبي قطاع غزة "جريمة حرب متعمدة هدفها إرهاب وثني الصحفيين عن نقل الحقيقية"، فيما أكدت نقابة الصحافيين الفلسطينيين أن جريمة الاحتلال لن ترهب الصحافيين، بل ستزيدهم إصرارًا على نقل حقيقة إجرامه.
وقالت الحركة في بيان: إن "استهداف الاحتلال الصهيوني للصحافيين الدحدوح وثريا جريمة حرب صهيونية متعمدة، تستهدف إرهاب وثني الصحفيين عن نقل الحقيقة وتغطية جرائم الاحتلال".
وأضافت: أنه "أمام جرائم الاحتلال النكراء بحق الصحافيين الذي اغتال العدو منهم 109 صحفيين، والمجازر البشعة بحق المدنيين والأطفال والنساء، فإننا نطالب المؤسسات الحقوقية الدولية بتوثيق هذه الجرائم بحق شعبنا لمحاكمة هذا الكيان المارق".
مطالبة بفتح تحقيق
بدورها، أدانت نقابة الصحافيين الفلسطينيين في رام الله ما وصفتها بالمجزرة البشعة التي نفذتها قوات الاحتلال ضد الصحافيين الفلسطينيين في غزة، والتي أدت لاستشهاد حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا.
وشددت النقابة في بيان صحافي اليوم الأحد، على أن هذه الجرائم بحق الصحافيين التي راح ضحيتها 9% من صحافيي غزة، لن ترعب الصحافيين ولن ترهبهم، بل ستزيدهم إصرارًا على مواصلة نقل حقيقة إجرام الاحتلال، وحرب الإبادة الجماعية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وطالبت النقابة المحكمة الجنائية الدولية بضرورة فتح التحقيق في جرائم استهداف وقتل الصحافيين الفلسطينيين، مشيرة إلى أن إفلات الاحتلال من العقاب بمثابة ضوء أخضر لمواصلة جرائمه.
من جانبه، أعرب الأمين العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" كريستوف ديلوار عبر منصة "إكس" عن "صدمته" لمقتل الصحافيين.
إلى ذلك، نعى الزميل الصحافي في قناة "الجزيرة" وائل الدحدوح ابنه حمزة بكلمات مؤثرة قبل دفنه، قائلًا: "نشهد يا رب أن ولدي بكري حمزة كان من البارين، وكان شهمًا، وكريمًا معطاء وكان حنونًا".
وأضاف بحرقة: "هذا هو قدرنا، وهذا هو خيارنا، وهذه هي حياتنا على هذه الأرض وفي هذه الدنيا الفانية، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وهذا هو خيارنا قبل حمزة، وبعد حمزة ماضون مستمرون".
وكان حمزة الدحدوح يعمل مع شبكة الجزيرة ويتابع حسابه الذي ينشر فيه يوميات الحرب على تطبيق "إنستغرام" أكثر من مليون شخص. ونشر قبيل استشهاده قصة ظهر فيها مواطنون ينتشلون جثامين من تحت ركام أحد المنازل وصورة أخرى لجثث مكفّنة في ما يبدو أنه في مشرحة.
أما ثريا، وهو مصوّر فيديو في الثلاثينيات من العمر، كان قد تعاون مع وكالة فرانس برس منذ العام 2019، إضافة إلى وسائل إعلام دولية مثل وكالتي رويترز وأسوشيتد برس، وقناتي الجزيرة وسي أن أن، وفق زملائه في فرانس برس.
ارتفاع حصيلة الشهداء الصحافيين في غزة إلى 109
وفي وقت سابق الأحد، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، استشهاد الصحافيين الدحدوح وثريا في قصف إسرائيلي استهدف سيارتهم بمدينة خانيونس جنوبي القطاع.
وقال المكتب في بيان: "ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 109 صحافيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على غزة".
وأضاف أن هذا الارتفاع جاء "بعد ارتقاء الزميلين الصحافيين حمزة وائل الدحدوح، ومصطفى ثريا في قصف إسرائيلي لسيارة كانا يستقلانها خلال تغطيتهم الصحفية بمدينة خانيونس".
وأعرب عن إدانته بـ"أشد العبارات لهذه الجريمة النكراء".
واعتبر المكتب الإعلامي الحكومي أن "هذه الجرائم المتواصلة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الصحافيين تهدف إلى ترهيب وتخويف الصحفيين في محاولة فاشلة لطمس الحقيقة ومنعهم من التغطية الإعلامية".
ودعا كل الاتحادات الصحفية والهيئات الإعلامية والحقوقية والقانونية إلى إدانة هذه الجريمة والتنديد بتكرارها من قبل الاحتلال.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة الأحد، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 22 ألفًا و835 شهيدًا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
الوزارة قالت في بيان عبر منصة تلغرام: "اليوم الـ93 للعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة.. الاحتلال الإسرائيلي يرتكب 12 مجزرة ضد العائلات، راح ضحيتها 113 شهيدًا و250 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية".
وأفادت بـ"ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 22,835 شهيدًا، و58,416 إصابة"، منذ السابع من أكتوبر الماضي".
