انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الجمعة، مقطع فيديو مصور لأحد المقاومين الفلسطينيين في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، وهو يسجد بعد إصابة خطيرة تعرض لها.
واللقطات المتداولة، عرضتها القناة الـ14 الإسرائيلية أمس الخميس، حيث كانت طائرة مسيّرة للاحتلال تلاحق المقاوم الذي تلقى إصابة خطرة بعد أن ألقت عليه المسيّرة قذيفة مباشرة.
صمود وسجود
وقبل أن يحتمي قرب أحد الأبنية، ظهر المقاوم وهو يرفع سبابته فيما يبدو أنه يلقي الشهادة، قبل أن يسجد مطولًا قبل لحظات من استشهاده.
وأثار المقطع المصور مشاعر رواد مواقع التواصل، الذين انهالوا بكيل المديح والثناء على الثبات والشجاعة التي أظهرها المقاوم ومدى ثبات إيمانه، رغم الإصابة العميقة التي بدت في ظهره خلال سجوده.
وقالت الناشطة آلاء ماهر: "مجاهد في سبيل الله يريد أن يُبعث ساجدًا، لقد استجمع قوته ليسجد، لا حول ولا قوة إلا بالله، هذا المشهد لن يخرج من ذاكرتي أبدًا".
أما الباحثة فاطمة الصمادي فعلقت: "السلام عليك في عليائك مقبلًا غير مدبر، ساجداً في أجمل ما يكون عليه السجود، السلام على أمك السلام على قلبها، السلام على الأرض التي التصق جبينك بها".
الناشط محمد حامد علق مدونًا: "خاضت الرجال الحروب من أجل هذه اللحظة، لحظة الارتقاء والاستشهاد والفوز بالفردوس الأعلى أو النصر، نرى هذا المقاتل يسجد وهو مخضب بالدماء، والروح تخرج إلى باريها، لم يأتِ هذا الثبات من فراغ، سنوات من الإعداد والتجهيز الديني والبدني للثبات وقت الارتقاء، هم خير البشر وأصدق الناس، لقد فاز ورب الكعبة".
معارك خانيونس
وتواصل طائرات الاحتلال الحربية ومدفعيته قصف مناطق واسعة من خانيونس، وتحديدًا المنطقة الشرقية منها، فيما تواجه قوات الاحتلال المتوغلة مقاومة عنيفة.
وكانت كتائب القسام قد أعلنت، يوم أمس، عن استهدافها عددًا من الآليات العسكرية الإسرائيلية وتجمعات للجنود، بقذائف وعبوات متفجرة في محاور توغلهم المختلفة من غزة، لا سيما بمدينة خانيونس.
ويصل عدد قتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العدوان على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى ما يقارب 500 جندي، بينهم أكثر من 165 قتلوا خلال العملية البرية التي بدأت في 27 من الشهر نفسه، وفق أرقام جيش الاحتلال واعترافه.
كما أصيب 2110 جنود في جيش الاحتلال من بينهم 329 بجروح خطيرة و576 بجروح متوسطة بحسب الأرقام الرسمية، فيما تتحدث وسائل إعلام عبرية أن عدد المصابين يقدر بنحو 5 آلاف، منذ بداية الحرب.