ادعى جيش الاحتلال اليوم السبت استعادة 4 أسرى إسرائيليين أحياء في "عملية معقدة" بمخيم النصيرات وسط غزة، بينما يشنّ هجومًا عنيفًا على المحافظة الوسطى أسفر عن استشهاد وإصابة عدد كبير من الفلسطينيين.
فاليوم السبت، استشهد وجرح عدد من الفلسطينيين في غارات إسرائيلية عنيفة وغير مسبوقة استهدفت مخيم النصيرات ومناطق شرقي دير البلح ومخيمَي البريج والمغازي وسط قطاع غزة، بالتزامن مع توغل مفاجئ لآليات الاحتلال شرقي وشمال غربي النصيرات.
ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قتل الجيش الإسرائيلي وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، فيما خلفت عملياته العسكرية على القطاع قرابة 10 آلاف مفقود، ودمار هائل، ومجاعة أودت بحياة عشرات الأشخاص.
قصف إسرائيلي غير مسبوق وسط قطاع غزة
ووصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية الهجوم الواسع على مخيم النصيرات بـ"غير المسبوق".
من جانبه، قال موقع "والا" العبري: إن سلاح الجو الإسرائيلي يقصف دير البلح ومخيم النصيرات، فيما تقصف الزوارق البحرية أطراف مدينة غزة.
كما توغلت الآليات الإسرائيلية قرب جسر وادي غزة على طريق "صلاح الدين" وسط القطاع، ووسعت توغلها في شرقي دير البلح ومخيمي البريج والمغازي، وفق شهود عيان.
وحلقت طائرات مسيّرة إسرائيلية بشكل كثيف في سماء مخيم النصيرات، وأطلقت النار على كل من يتحرك في طرقات المخيم، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، حسب ما أفاد مسعفون من غزة.
ورصدت كاميرا "العربي"، حالة الهلع والرعب بعد القصف الإسرائيلي الذي استهدف محيط مستشفى شهداء الأقصى، وأظهرت المشاهد فلسطينيين يركضون هربًا من القصف.
وأفاد مراسل "العربي" صالح الناطور، بأن جيش الاحتلال نفذ غارات جوية استهدفت منزلًا في مخيم البريج، ما أسفر عن نحو 6 شهداء حتى اللحظة، بالإضافة إلى عدد من الجرحى نقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى.
كما تحدث عن سقوط شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على مخيم النصيرات ودير البلح ومحيط مستشفى شهداء الأقصى، مشيرًا إلى تواصل القصف على مخيم النصيرات بمشاركة مروحيات جيش الاحتلال.
شهداء وجرحى من مناطق متفرقة من المحافظة الوسطى
وفي السياق، أفادت مصادر طبية في مستشفى "شهداء الأقصى" بمدينة دير البلح، بأن عددًا كبيرًا من الشهداء والجرحى وصلوا إلى المستشفى من مناطق متفرقة من المحافظة الوسطى جراء القصف الجوي والمدفعي العنيف والمتواصل على المحافظة وخاصة مخيم النصيرات.
من جهتها، أشارت وزارة الصحة في غزة إلى وصول أعداد كبيرة من الشهداء والمصابين إلى مستشفى شهداء الأقصى غالبيتهم من الأطفال والنساء، لافتة إلى أن عشرات المصابين يفترشون الأرض وتحاول الطواقم الطبية إنقاذهم بما يتوفر لديها من إمكانيات طبية بسيطة
وأوضحت أن الطواقم الطبية في مستشفى شهداء الأقصى تواجه صعوبات كبيرة في السيطرة على الأعداد المتزايدة من الإصابات نتيجة القصف المتواصل على عدة مناطق في المحافظة الوسطى.
ولفتت إلى أن مستشفى شهداء الأقصى يواجه نقصًا حادًا في الأدوية والمستهلكات الطبية والوقود بالإضافة إلى توقف المولد الكهربائي الرئيسي.
وفي حديث لـ"العربي" من غزة، أفاد الناطق باسم مستشفى شهداء الأقصى خليل الدقران، بأن الجيش الإسرائيلي يشن هجمة شرسة على المحافظة الوسطى، ويقصف جميع مناطق المحافظة، ويستهدف المواطنين، مشيرًا إلى أن الهجمة أسفرت عن عدد من الشهداء والجرحى، والأعداد في ازدياد.
وأضاف أن سيارات المواطنين والعربات وسيارات الإسعاف لا تستطيع إحضار وإنقاذ حياة المصابين ونقلهم إلى المستشفى الممتلئ عن بكرة أبيه بالجرحى.
وأوضح الدقران أن الطواقم الطبية تقوم بإجراء عملية إنقاذ حياة المصابين على الأرض، مذكرًا بأن المستشفى يفتقر للأدوية والمستلزمات الطبية والوقود.
حماس لن توافق على أي اتفاق لا يحقق الأمن للشعب الفلسطيني
سياسيًا، أكد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أن الحركة لن توافق على أي اتفاق لا يحقق الأمن لشعبنا أولاً وقبل كل شيء، مشددًا على أنه إذا كان الاحتلال يعتقد أنه يستطيع أن يفرض علينا خياراته بالقوة فهو واهم.
وقال هنية في تصريح السبت: "شعبنا لن يستسلم، والمقاومة ستواصل الدفاع عن حقوقنا في وجه هذا العدو المجرم".
وأشار إلى أن "العدو يواصل المجازر ضد شعبنا وضد الأطفال والنساء، والتي تجري فصولها الآن في النصيرات ودير البلح".
وشدد على أن العالم صنف الاحتلال بأنهم قتلة الأطفال، لكنه عاجز عن وضع حد لحرب الإبادة التي يتعرض لها شعبنا.
وأكد أن الاحتلال فشل عسكريًا وسقط سياسيًا وهو ساقط أخلاقيًا وعلى العالم أن يتحرك، حاثًا شعوب الأمة وأحرار العالم أن ينتفضوا في وجه هذه المجازر الوحشية وارتقاء العشرات من الشهداء المدنيين.