الخميس 19 Sep / September 2024

استعدادات لـ"العصيان المدني".. الجامعة العربية ترسل وفدًا إلى الخرطوم

استعدادات لـ"العصيان المدني".. الجامعة العربية ترسل وفدًا إلى الخرطوم

شارك القصة

يستمر السودانيون بتظاهراتهم المناهضة للانقلاب
يستمر السودانيون بتظاهراتهم المناهضة للانقلاب (غيتي)
يستعدّ السودانيون لتنظيم "ليلة المتاريس" بهدف قطع الطرق الرئيسة في العاصمة الخرطوم، وشلّ الحركة تمهيدًا للعصيان المدني غدًا الأحد.

ذكرت وكالة الأنباء السودانية أن وفدًا رفيع المستوى من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية يصل الخرطوم مساء اليوم السبت، للقاء "المكونات المختلفة بهدف دعم الجهود المبذولة لعبور الأزمة السياسية الحالية".

وتزامن ذلك مع اتهام الجيش السوداني دبلوماسيين ومسؤولين سابقين بـ"الإضرار وتأليب المؤسسات الدولية ضد وطنهم".

في هذه الأثناء، يستعدّ السودانيون لتنظيم "ليلة المتاريس"، بهدف قطع الطرق الرئيسة في العاصمة الخرطوم، وشلّ الحركة تمهيدًا للعصيان المدني غدًا الأحد.

تتريس الشوارع

وقال تجمع المهنيين السودانيين عبر حسابه على تويتر: "جماهير الشعب السوداني ترفض وتقاوم الانقلاب العسكري. استعدادًا للعصيان الشامل يومي الأحد والإثنين نبدأ بتتريس الشوارع الرئيسة". 

وقال مصدر مسؤول في الأمانة العامة للجامعة العربية: إن الوفد الذي يرأسه الأمين المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، سيلتقي مع القيادات السودانية في ضوء الاتفاقات الموقّعة والحاكمة للفترة الانتقالية، بما يحقق تطلعات الشعب السوداني نحو السلام والتنمية والاستقرار.

ويُعارض دبلوماسيون ووزراء سابقون بحكومة عبد الله حمدوك، قرارات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، بإعلان حالة الطوارئ، وحلّ مجلسي السيادة والوزراء، واعتقال قيادات حزبية ووزراء ومسؤولين، في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وقال المستشار الإعلامي للقائد العام للجيش السوداني الطاهر أبو هاجة في بيان السبت: إن "بعض الدبلوماسيين والمسؤولين السابقين (لم يسمهم)، يؤلّبون المؤسسات الدولية ضد شعبهم ووطنهم ليلًا ونهارًا، ويُضرّون بالجهات التي ينتمون إليها وبالوطن".

وأضاف: "لقد غلّبوا النظرة الضيقة على المصلحة الوطنية العليا"، معتبرًا أن "طريق التصحيح بعد 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، هو الانتقال الديمقراطي، الذي يرتكز على قرار الشعب السوداني، وليس أهواء الأشخاص والأحزاب ومصالحها الضيقة".

رفض للمبادرات الدولية

من ناحية أخرى، رفضت حركة الاحتجاج في السودان المبادرات المدعومة دوليًا للعودة إلى ترتيب تقاسم السلطة مع الجيش، داعية إلى يومين من الإضرابات على مستوى البلاد تبدأ غدا الأحد، بحسب وكالة أنباء أسوشيتد برس. 

وقال تجمع المهنيين السودانيين، في وقت متأخر الجمعة: إن مبادرات الوساطة التي "تسعى إلى تسوية جديدة" بين القادة العسكريين والمدنيين من شأنها "إعادة إنتاج وتفاقم" أزمة البلاد.

ووجّهت دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي للجماهير السودانية بالخروج السلمي احتجاجًا على عملية تولي الجيش السلطة وحل الإدارة الانتقالية.

كما دعت لجنة أطباء السودان إلى الإضراب السياسي والعصيان المدني مع ضرورة علاج الحالات الطارئة بما يتماشى مع أخلاقيات المهنة.

"حزب الأمة" يحذّر من إراقة الدماء

بدوره، حثّ الواثق البرير، الأمين العام لـ"حزب الأمة" الذي يُعدّ أكبر حزب سياسي في السودان وله وزراء في الحكومة المخلوعة، المجتمع الدولي، الجمعة، على الضغط على الجيش لوقف التصعيد، حيث يواصل الجنرالات تفكيك الحكومة الانتقالية واعتقال القادة المؤيدين للديمقراطية. 

وقال البرير، لوكالة "أسوشيتد برس": "نحن بحاجة حقًا إلى تهيئة الأجواء وتهدئة الأمور حتى نتمكن من الجلوس على الطاولة.. لكن من الواضح أن الفصيل العسكري يواصل خطته ولا توجد جهود لإظهار حسن النية".

وحذر البرير من احتمال إراقة الدماء، قائلًا: "بالنسبة للجيش سيكون من الصعب الخروج من هذا الوضع من دون دم في الشوارع، والقوى السياسية لم تقم بدورها لمحاولة إقناع الشوارع ولجان المعارضة والشباب".

تعليق الدراسة في جامعة الخرطوم 

إلى ذلك، علّقت جامعة الخرطوم، أعرق الجامعات السودانية، الدراسة في كل الكليات إلى أجل غير مسمى. ولم يوضح البيان سببًا لتعليق الدراسة، إلا أنه شجب "اعتداءات الأمن السوداني على طلاب وطالبات الجامعة داخل السكن الجامعي".

كما شدّد مجلس أمناء الجامعة في بيانهم على رفض "الانقلاب العسكري".

وخلال الأسبوع الماضي، تكثّفت المساعي الأممية للتوصّل إلى حلّ في السودان يتمثّل بدعوة البرهان إلى الإفراج عن كل السياسيين المحتجزين، والدخول في حوار يُعيد الحكومة التي يقودها المدنيون إلى السلطة في البلاد.

لكنّ رئيس الوزراء الخاضع للإقامة الجبرية عبد الله حمدوك وضع شرطين للعودة إلى المفاوضات مع الجيش، يتمثلان بالإفراج عن جميع المعتقلين والعدول عن الانقلاب.

وقبل إعلان قرارات الجيش، كان السودان يعيش منذ 21 أغسطس/ آب 2019 فترة انتقالية تستمر 53 شهرًا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقّعت مع الحكومة اتفاق سلام العام الماضي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close