تصدّرت مجزرة الاحتلال في مستشفى المعمداني مشهد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في يومه الـ12، حيث استمرت الإدانات والتظاهرات حول العالم لما حصل.
وفي إطار الرد على العدوان، أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية رشقات صاروخية تركزت في فترة المساء على تل أبيب.
غارات مستمرة على قطاع غزة
وأكد مراسل "العربي" مساء الأربعاء سقوط عدد من الشهداء في سلسلة غارات استهدفت حي الزيتون، بعد وقت قليل من تهديدات إسرائيلية لسكان المنطقة.
وأضاف المراسل أن شهداء وجرحى آخرين سقطوا في غارات إسرائيلية استهدفت منازل في دير البلح والنصيرات والمغراقة وسط قطاع غزة.
كما أفاد مراسل "العربي" بأن "10 شهداء بينهم أطفال سقطوا في قصف إسرائيلي قرب المستشفى الأوروبي جنوبي خانيونس بقطاع غزة".
من جهتها، أعلنت كتائب القسام استهداف تل أبيب 4 مرات في غضون ساعات ردًا على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين.
هل اقترب الهجوم البري؟
ميدانيًا، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن بنيامين نتنياهو يجري تقييمًا أمنيًا للوضع مع أعضاء مجلس وزراء الحرب، في وقت رجّحت وسائل إعلام إسرائيلية اقتراب الهجوم البري على غزة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي يستعد للتحرك بريًا في قطاع غزة.
من جهتها، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي أوضح للرئيس الأميركي جو بايدن أن العملية البرية في غزة أمر لا مفر منه.
يأتي ذلك بعد أن حشد جيش الاحتلال قوات كبيرة بالتوازي مع حملة قصف غير مسبوقة على غزة.
تفنيد ادعاءات الاحتلال حول مستشفى المعمداني
في هذا السياق، أصدرت حركة حماس الأربعاء بيانًا فندت فيه مزاعم الجيش الإسرائيلي بشأن تنصله من مسؤولية مجزرة المستشفى الأهلي العربي في غزة التي راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى.
وأمس الثلاثاء، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة من خلال استهدافه مستشفى المعمداني، ما أدى إلى استشهاد 471 شخص على الأقل، وإصابة أكثر من 314 آخرين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي نسب قصف المستشفى، في ادعاء كاذب تم تفنيده، إلى صاروخ أطلقته حركة الجهاد الإسلامي، مؤكدًا أن لديه أدلة على ذلك، وهو ما نفته الحركة.
وقالت حماس في بيان: "يحاول الاحتلال الإسرائيلي اليوم، التهرب والتنصل من مسؤوليته عن جريمة قصف المستشفى، بينما كانت تؤوي الآلاف من الفلسطينيين النازحين من جحيم عدوانه الغاشم".
وأضاف: "لا نحتاج إلى كثير من الدلائل، لنفند مزاعم وأكاذيب العدو التي يمارسها منذ اليوم الأول لحربه على شعبنا، حين ادعى أن المقاومة قتلت الأطفال، وقطعت الرؤوس، واغتصبت النساء".
وتابع البيان: "ادعى الاحتلال أن المجزرة هي بفعل صواريخ من الجهاد الإسلامي، فكيف استطاع الاحتلال أن يحدد ويميز بين صواريخ فصائل المقاومة فور إطلاقها".
وأوضح بيان الحركة أن "صواريخ المقاومة محلية الصنع، وليس لديها قوة تدميرية كالتي تتسبب بقتل المئات في وقت واحد، وعلى مدار تاريخ المواجهات السابقة، والمواجهة الحالية، لم يتسبب أي صاروخ للمقاومة بإيقاع خسائر تصل إلى 1% مما أوقعته هذه المجازر المروعة".
وأشار إلى أن مشهد الفيديو الوحيد الذي يوثق لحظة الانفجار، يكشف أن كتلة لهب وصوت الانفجار مطابقين للاستهدافات الإسرائيلية الأخرى طيلة أيام هذا العدوان، ما يثبت أن الصاروخ إسرائيلي.
من جهة أخرى، تحدثت مراسلة "العربي"، أن هناك أنباء عن تواجد العشرات من مقاتلي المقاومة بعمق إسرائيل، وأن غلاف غزة تحول لثكنة كبيرة وفق ما نقلت وسائل إعلام في تل أبيب عن مسؤولين.
القيادة الفلسطينية: نرفض التهجير
وعلى صعيد التطورات السياسية، أكدت القيادة الفلسطينية اليوم الأربعاء، حق شعبها "في الدفاع عن نفسه"، وجددت رفضها محاولات تهجير سكان قطاع غزة.
جاء ذلك في بيان بعد اجتماع عقدته القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس بمقر الرئاسة في مدينة رام الله.
ووفق البيان، فإن الاجتماع جاء "لتدارس آخر التطورات والمستجدات على صعيد العدوان الإسرائيلي المتواصل وجرائمه بحق أهلنا في قطاع غزة. وتواصل الاعتداءات على شعبنا في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية".
وشددت القيادة، وفق البيان، على حق الشعب الفلسطيني "المشروع في الدفاع عن نفسه" وأن "مهمة مؤسسات الدولة الفلسطينية هي حماية الشعب".
كما أكدت "الالتزام بجميع القرارات التي اتخذت بشأن العلاقة مع دولة الاحتلال بما فيها استمرار وقف التنسيق الأمني بالكامل".
وفي 3 يوليو/ تموز الماضي، قررت القيادة الفلسطينية وقف جميع الاتصالات مع إسرائيل واستمرار وقف التنسيق الأمني معها، وتقنين العلاقات مع الإدارة الأميركية، ردًا على عملية عسكرية إسرائيلية في مدينة جنين ومخيمها، شمالي الضفة الغربية أدت إلى استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة نحو 50 آخرين.
وأكد بيان القيادة "منع تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، واعتباره خطًا أحمر لن نسمح بتجاوزه"، مضيفًا أنه "لا يجب السماح بتهجير الفلسطينيين من بيوتهم في القدس أو الضفة".
وشدد على أن "الأمن والسلام لن يتحققا إلا بحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين وفق قرار الأمم المتحدة 194".