بينما تستعد باريس لاستضافة الألعاب الأولمبية بعد أقل من عام، وتحاول التكيف مع التغيرات المناخية والتحديات الأمنية، فإن كثرة الأشغال في العاصمة الفرنسية وضواحيها في إطار الاستعدادات لذلك الحدث الرياضي بدأت تثير استياء بعض الفرنسيين والسياح الأجانب.
وتنتشر الأشغال والآلات العملاقة في العاصمة باريس، فيما يتناوب آلاف العمال في مختلف التخصصات والمهن ليلًا ونهارًا في سباق مع الزمن، لإكمال مشاريع تأتي في إطار التحضير لتنظيم الألعاب الأولمبية العام المقبل، غير أن كثرة الأعمال تلك لا تلقى استحسان الجميع.
وفي هذا الإطار، يقول جواشيم مايلي وهو معلم فرنسي: إن "الأمر على هذا النحو منذ مدة طويلة، لقد نفد صبرنا، فالوضع لم يعد يطاق، أنا أعاني شخصيًا من مشكلات في ساقي، فقد أصبت أثناء ركوب الدراجة بسبب هذه الأشغال".
أهم المشاريع التي تراهن عليها باريس لإنجاح الألعاب الأولمبية إلى جانب القرية الأولمبية، هو الحوض المائي الذي يتسع لخمسة آلاف زائر، إضافة إلى حلبة رياضية بسعة ثمانية آلاف مشجع.
وهذه الأشغال على أهميتها لتحضير أولمبياد باريس العام المقبل أحد أكبر الأحداث الرياضية في العالم، لم ترق للسياح الأجانب أيضًا، خاصة الذين يزورون باريس لأول مرة والذين قطعوا مسافات طويلة لاكتشاف معالم المدينة السياحية.
وفي هذا الصدد، تقول السائحة الأسترالية كريستين فارلي: "عندما تكون سائحًا فإنك تأتي إلى هنا لترى جميع المعالم السياحية الشهيرة، هذا الوضع مخيب فعلًا، فكل البنايات الأثرية تخفيها الإعلانات الضخمة".
فرنسيون مستاؤون من أعمال البناء الخاصة بالتحضير لأولمبياد باريس 2024#فرنسا تقرير: شوقي أمين@chawkiaminefr pic.twitter.com/mxP1cTbfPe
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 26, 2023
في المقابل، ترى بلدية باريس أن هذه الأشغال ستعود على المدى الطويل بالفائدة على المواطنين، كما يمكن وضع هذه المنشآت الرياضية بعد انتهاء الألعاب تحت تصرف النوادي الرياضية الهاوية والمحترفة والمدارس وغيرها.
ويوضح نائب عمدة باريس والمسؤول عن مراقبة الأشغال جاك بودرييه أن المشروع الأكبر في باريس لتحضير الألعاب الأولمبية وبناء قاعة أرينا التي تعد إنجازًا ضخمًا، سيستفيد منه الجميع خلال الألعاب وبعدها.
إلى ذلك، يتوقع أن تصل تكلفة البنية التحتية لإقامة الألعاب الأولمبية لعام 2024 في باريس إلى أكثر من 4 مليارات يورو، في حين ارتفعت الميزانية الإجمالية للأولمبياد إلى ما يقارب 9 مليارات يورو، دون احتساب الميزانية الأمنية لهذه الألعاب.
وعلى الرغم من انتقادات الجنة الأولمبية على اعتمادها ميزانية ضخمة للبنى التحتية الرياضية، فإن رهان الحكومة الفرنسية هو تحقيق هذا الحلم الأولمبي للمرة الثالثة في تاريخ البلاد، حسب مراسل "العربي".