قرر الجيش الإسرائيلي اليوم الإثنين، منع سفر طياري سلاح الجو إلى الخارج لقضاء إجازات؛ في ظل تأهب تل أبيب لهجوم انتقامي من إيران وحزب الله.
وتتهم إيران وحماس إسرائيل باغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية بطهران نهاية يوليو/ تموز الجاري، فيما تبنت تل أبيب اغتيال القيادي العسكري البارز بحزب الله فؤاد شكر في بيروت.
وتتصاعد مخاوف إقليمية ودولية من احتمال اندلاع حرب إقليمية واسعة، لا سيما في ظل حرب إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
الاحتلال يمنع سفر طياريه لإجازات بالخارج
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن الجيش قوله: "قرر قائد القوات الجوية اللواء تومر بار تأجيل الرحلات الجوية لأفراد سلاح الجو الدائمين، بينما لا يوجد تغيير في توجيهات قيادة الجبهة الداخلية".
وأوضحت الهيئة أنه "بعد تقييم الوضع، وضمن الاستعدادات لرد من إيران وحزب الله، أصدر قائد القوات الجوية توجيهًا الإثنين منع بموجبه الطيارين من السفر إلى الخارج لقضاء إجازة".
وأضافت: "كما قرر ضرورة الحصول على موافقة متجددة وبشكل فردي على سفر طيارين إلى الخارج لحضور اجتماعات وتدريبات".
ووفق هيئة البث، تستعد إسرائيل لهجوم إيراني أوسع من هجوم أبريل/ نيسان الماضي، ووصف رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو الأيام المقبلة بـ"المصيرية".
وفي أبريل، هاجمت إيران إسرائيل بأكثر من 200 طائرة مسيّرة وصاروخ؛ بعد اتهامها تل أبيب بقتل قادة في الحرس الثوري الإيراني عبر غارة جوية استهدفت القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بدمشق.
إيران تستعد لعملية الوعد الصادق 2
من جهته، أفاد مراسل التلفزيون العربي من طهران حسام دياب، أن إيران لا تزال تتعامل بارتياح مع كل ما يجري في المنطقة، وخاصة على مستوى مسألة التصعيد مع إسرائيل وحتى مع الولايات المتحدة الأميركية.
وأوضح أنه بعد اغتيال هنية، فإن طهران ترى أن هجومها هذه المرة في حال جرى التصعيد، سيكون بشكل جماعي ومؤثر بشكل أكبر بالنظر إلى حالة التوافق الداخلي على مختلف المستويات حتى رغم عدم تشكيل الحكومة الإيرانية حتى الآن.
وأضاف أن هناك إرادة لدى جميع المستويات بأن الرد هذه المرة يجب أن يحمل عنوان "الوعد الصادق 2"، وأن يكون أشد، وأن يكون رادعًا لاستعادة توازن القوى مع إسرائيل، ولجمها أكثر عن الذهاب نحو تصعيد آخر، أو اغتيال شخصيات أخرى بالاستفادة من المناخ الدولي العام الذي ترى إيران بأنه يقف إلى جانبها هذه المرة.
وبشأن التحشيد الأميركي الأخيرة في المنطقة، لفت مراسل التلفزيون العربي إلى أن إيران تنظر بحذر لهذه المسألة، مشيرًا إلى أن طهران ومنذ اغتيال هنية حملت واشنطن المسؤولية نظرًا إلى أنها ما تزال الداعم الأول والأساسي لإسرائيل في جرائمها المستمرة في غزة.
وعلى الصعيد العسكري، أوضح مراسلنا أن إيران ما تزال تتحرك بصمت على الأرض عبر قادة الجيش الإيراني، حيث جرت زيارات خلال اليومين الماضيين لنقاط الدفاع الجوي في مختلف نقاط إيران شرقًا شمالًا وغربًا، تحديدًا المنطقة الغربية المحاذية للحدود العراقية في منطقة كرمنشاه.
وأضاف أن هذه المنطقة شهدت مناورة عسكرية للجيش الإيراني، نظرًا لأهميتها في ظل وجود قاعدة عسكرية جوية متطورة جدًا للجيش فيها هي قاعدة عقاب 400 متحصنة بين الجبال ومزودة بأحدث الطائرات.